الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٢
275 - الشيخ علاء الدين بن النفيس علي بن أبي الحزم هو الإمام الفاضل الحكيم العلامة علاء الدين بن النفيس القرشي الدمشقي أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال نشأ المذكور بدمشق واشتغل بها في الطب على مهذب الدين الدخواز وكان الدخواز منجبا تخرج عليه جماعة منهم الرحبي وابن قاضي بعلبك وشمس الدين الكلي وكان علاء الدين إماما في علم الطب أوحد لا يضاهى في ذلك ولا يداثى استحضارا واستنباطا واشتغل على كبر وله فيه التصانيف الفائقة والتواليف الرائقة صنف كتاب الشامل في الطب يدل فهرسته على أنه يكون في ثلاثمائة سفر هكذا ذكر لي بعض أصحابه وبيض منها ثمانين سفرا وهي الآن وقف بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة وكتاب المهذب في الكحل وشرح القانون لابن سيناء في عدة أسفار وغير ذلك في الطب وهو كان الغالب عليه وأخبرني من رآه يصنف أنه كان يكتب من صدره من غير مراجعة حال التصنيف وله معرفة بالمنطق وصنف فيه مختصرا وشرح الهداية لابن سيناء في المنطق وكان لا يميل في هذا الفن إلا إلى طريقة المتقدمين كأبي نصر وابن سيناء ويكره طريقة الأفضل الخونجي والأثير الأبهري قرأت عليه من كتاب الهداية لابن سيناء جملة وكان يقررها أحسن تقرير وسمعت عليه من علم الطب وصنف في أصول الفقه والفقه والعربية والحديث وعلم البيان وغير ذلك ولم يكن في هذه العلوم بالمتقدم إنما كان له فيها مشاركة ما وقد أحضر من تصنيفه في العربية كتابا في سفرين أبدى فيه عللا تخالف كلام أهل الفن ولم يكن قرأ في هذا الفن سوى الأنموذج للزمخشري قرأه على الشيخ بهاء الدين بن النحاس وتجاسر به على أن صنف في هذا العلم وعليه وعلى شيخنا عماد الدين النابلسي تخرج الأطباء بمصر والقاهرة وكان شيخا طوالا أسيل الخدين نحيفا ذا مروءة وأخبرت انه في علته التي توفي فيها أشار عليه بعض أصدقائه الأطباء بتناول شيء من الخمر إذا كانت علته تناسب أن يتداوى بها على ما زعموا فأبى أن يتناول شيئا من ذلك وقال لا ألقى الله تعالى وفي باطني شيء من الخمر وكان قد ابتنى دار بالقاهرة وفرشها بالرخام حتى أبوابها وما رأيت أبوابا مرخما
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»