الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٤٨
* ولا تردن الغدران إلا وماؤها * من الدم كالريحان تحت الشقائق * 220 - الشيخ علاء الدين القونوي علي بن إسماعيل بن يوسف الإمام العلامة القدوة العارف ذو الفنون قاضي القضاة بدمشق الشافعي شيخ الشيوخ علاء الدين أبو الحسن القونوي التبريزي ولد سنة ثمان وستين وستمائة وتوفي بدمشق سنة تسع وعشرين وسبعمائة في ذي القعدة ودفن بسفح قاسيون بتربة اشتريت له تفقه وتفنن وبرع وناظر قدم دمشق أول سنة ثلاث وتسعين وستمائة فرتب صوفيا ثم درس بالإقبالية وسمع من أبي حفص ابن القواس وأبي الفضل بن عساكر وجماعة وبمصر من الأبرقوهي وطائفة واستوطن مصر وولي مشيخة سعيد السعداء وأقام عشرين سنة يصلى الصبح ويقعد للاشتغال في سائر الفنون إلى أذان الظهر وتخرج به الأصحاب وانتفع به الطلبة في العلوم خصوصا في الأصول وكان ساكنا وقورا حليما مليح الشيبة والوجه تام الشكل حسن التعليم ذكيا قوي اللغة والعربية كثير التلاوة والخير درس بالشريفية بالقاهرة وبها كان سكنه وأشغاله ثم لما حضر قاضي القضاة جلال الدين إلى الديار المصرية عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة عينه السلطان لقضاء قضاة الشام فأخرج كارها وكان يقول لأصحابه الأخصاء سرا أخملني السلطاني كونه لم يولني قضاء الديار المصرية وليته كان عينني لذلك وكنت سألته الإعفاء من ذلك ولما خرج إلى الشام حمل كتبه على خيل البريد معه وأظنها كانت وقر خمسة عشر فرسا أو أكثر وباشر المنصب أحسن مباشرة بصلف زائدة وعفة مفرطة ولم تكن له نهمة في الأحكام بل رغبته وتطلعه إلى الأشغال والإفادة وطلب الإقالة أولا من السلطان فما أجابه وكان منصفا في بحوثه أيضا معظما للآثار ولم يغير عمته للتصوف خرج له ابن طغربل وعماد الدين ابن كثير ووصلهما بجملة وشرح الحاوي في أربع مجلدات وجوده وله مختصر المنهاج للحليمي سماه الابتهاج وله التصرف شرح التعرف في التصوف وكان يدري الأصلين والمنطق وعلوم الحكمة ويعرف الأدب ويحكم العربية ولكن له حظ من صلاة وخير وحياء وكان مع مخالفته للشيخ تقي الدين ابن تيمية وتخطئته له في أشياء كثيرة يثني عليها ويعظمه ويذب عنه إلا أنه لما توجه من مصر إلى دمشق قال له السلطان إذا وصلت
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»