الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٢٥
أني تأهلت قال وكان أخي جلال الدين غائبا عنا مدة وانقطع خبره فحضر شخص وأخبرني أنه قدم من ألواح ونزل أسيوط فسافرت إلى أسيوط فلم أجده فصحبت شابا نصرانيا ورافقته في الطريق إلى سوهاي وصار ينشدني طول الطريق شعرا وكان جميلا ففارقته من سوهاي ووجدت ألما كبيرا مفارقته فدخلت إخميم وعند وجد بذلك النصراني فحضرت ميعاد الشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر فتكلم في الميعاد على عادته ونظر إلي وقال لا إله إلا الله ثم أناس يعتقدون أنهم من الخواص وهو من عوم العوام قال الله تعالى * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) * [النور 30] والنحاة يقولون من للتبعيض ومعنى التبعيض ألا ترفع شيئا من بصرك إلى المعاصي ثم قال حكى لي فقير قال كنت في خدمة شيخ فمررنا بدار وإذا بامرأة جميلة ورأسها خارجة من طاق تتطلع إلى الشارع فوق الشيخ زمانا يتطلع إليها بتعجب من ذلك ثم بعد ساعة صاح الشيخ صيحة عظيمة وإذا بالمرأة نزلت وقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وكانت المرأة نصرانية فالتفت الشيخ إلى الفقير فقال نظرت إلى هذا الجمال فقال أنقذني من هذا الكفر فتوجهت إليه فالشيخ ما نظر إلى حسن الصورة وإنما نظر إلى صورة الحسن في حسن الصورة فمن أراد أن ينظر إلى نصراني فلينظر كذا قال علاء الدين فصرخت ووقعت قال وحكى لي صاحبنا محمد بن العجمي وهو من أصحاب أبي عبد الله الأسواني قال عمل سماع في دار ابن أمين الحكم وحضر الشيخ ورؤساء البلد وخلق كثير وكنت من جملة الحاضرين فحضر القوال وهو مظفر بالشبابات والدفوف وقالوا شيئا ثم قال (من السريع) * من بعد ما صد حبيبي ومارجا * اليوم وزار * * أبصرت ما كان أبرك من نهار * جاني حبيبي وبلغت المنى * * وزال عن قلبي الشقا والعنا * ودار كأس الأنس ما بيننا * * ما أحسن الكاس علينا تدار * في وسط دار * * أنا ومحبوبي نهارا جهار * فقام الشيخ وقال أي والله أنا ومحبوبي نهارا جهارا إي والله فطاب وخلع جميع ما عليه فخلع الجماعة ما عليهم ولم يبق كل أحد إلا بلباسه ثم أرسلوا وأحضروا ثيابا وقال الشيخ يا مظفر قال لبيك قال ثيابي وثياب الجماعة الجميع لك فشدوا
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»