الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٣٨
ورجع بي إلى حران وباع أملاكنا بثمانين ألفا ورد بي ثم قال لي يوما إمض بنا فمضى بنا نحو ميدان الحصا وعرج بي فوثب علي فخنقني فغشيت فرماني في حفرة وطم علي المدر والحجارة فأبقى كذلك أربعة أيام فمر رجل صالح كان برباط الإسكاف عرفته بعد ثلاثين سنة فبكر يتلو ومر بجسر ابن سواس ثم إلى القطائع فجلس يبول وكنت أحك رجلي فرأى المدر يتحرك فظنه حية فقلب حجرا فبدت رجلي من خف بلغاري فاستخرجني فقمت أعدو إلى الماء فشربت من شدة عطشي ووجدت في خاصرتي فزرا من الحجارة وفي رأسي فتحا ثم أراني القاضي أثر ذلك في كشحه ووضع أصابعي على جورة في رأسي تسع باقلاه قال ودخلت البلد إلى إنسان أعرفه فمضى بي إلى ابن عم لنا وهو الصدر الخجندي وكان متخفيا بالصالحية وله غلامان ينسخان ويطعمانه اختفى لأمور بدت منه أيام هولاكو وكتب معي ورقة إلى نسائه بالبلد وكانت بنته ست البهاء التي تزوج بها الشيخ زين الدين ابن المنجا وماتت معه هي أختي من الرضاعة فأقمت عندهن مدة لا أخرج حتى بلغت وحفظت القرآن) بمسجد الزلاقة فمررت يوما بالديماس فإذا بعمي فقال هاه جمال إمش بنا إلى البيت فما كلمته وتغيرت ومعي رفيقان فقالا لي ما بك فسكت وأسرعت ثم رأيته مرة أخرى بالجامع فأخذ أموالي وذهب إلى اليمن وتقدم عند ملكها ووزر ومات عن أولاد وجودت الختمة على الزواوي تفقهت على النجم الموغاني وترددت إلى الشيخ تاج الدين وتفقهت بابن جماعة وقرأت عليه مقدمة ابن الحاجب وعلى الفزاري ثم وليت القضاء من جهة ابن الصائغ وغيره ونبت يوما بجامع دمشق عن ابن جماعة فقيل له إن داوم هذا رحلت الخطابة منك يعني لحسن أدائه وهيئته وجالسته مرات وكان يروي عن الشيخ مجد الدين ابن الظهير قصيدته التي أولها كل حي إلى الممات مآبه إنتهى ما ذكره الشيخ شمس الدين قلت هذا القاضي جمال الدين جاء إلينا إلى صفد قاضيا من جهة جمال الدين الزرعي وأقام أشهرا فلما ولي القضاء القاضي جلال الدين القزويني عزله وتوجه إلى مصر مع ابن جماعة فولاه قضاء دمياط فلما ولي القاضي جلال الدين القزويني إلى الديار المصرية عزله ثم إنه توصل ودخل عليه فولاه ثم عزله وقرر له مرتبا يأخذه ولا يتولى الأحكام فكنت كثيرا ما أراه فيشكو إلي بالقاهرة حاله وإعراض القاضي جلال الدين
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»