الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٢٧
بغداد وتفقه على القاضي أبي سعد وسمع وكان يأكل من عمل يده وتكلم في الوعظ وظهر له صيت وكان له سمت وصمت قال الشيخ شمس الدين لم يسع ابن الجوزي أن يترجم له أكثر من هذا لما في قلبه له من البغض وترجم له الشيخ شمس الدين سبع ورقات ولد بجيلان سنة إحدى وتسعين وأربع ماية وتوفي سنة إحدى وستين وخمس ماية وقدم بغداد شابا وتفقه على القاضي أبي سعد المخرمي وسمع من أبي بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار وأبي غالب الباقلاني وأبي القاسم ابن ببان الرزاز وأبي محمد جعفر السراج وأبي سعد ابن خشيش وأبي طالب ابن يوسف وجماعة وروى عنه أبو سعد السمعاني وعمر بن علي القرشي وولداه عبد الرزاق وموسى ابنا عبد القادر والحافظ عبد الغني والشيخ) الموفق ويحيى بن سعد الله التكريتي والشيخ علي بن إدريس اليعقوبي وأحمد ابن مطيع الباجسرائي وأبو هريرة ومحمد بن ليث الوسطاني وأكمل بن مسعود الهاشمي وطائفة آخرهم وفاة أبو طالب عبد اللطيف بن محمد ابن القبيطي وآخر من روى عنه بالإجازة الرشيد أحمد بن مسلمة وكان إمام زمانه وقطب عصره وشيخ الشيوخ بلا مدافعة قال أبو الحسين اليونيني سمعت الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يقول ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلا الشيخ عبد القادر فقيل له هذا مع اعتقاده فكيف هذا قال لازم المذهب ليس بمذهب وكان الشيخ عبد القادر قد لازم الأدب على أبي زكرياء التبريزي واشتغل بالوعظ إلى أن برز فيه ثم لازم الخلوة والرياضة والسياحة والمجاهدة والسهر والمقام في المحراب والصحراء وصحب الشيخ أحمد الدباس وأخذ عنه علم الطريق ثم إن الله أظهره للخلق وأوقع له القبول العظيم فعقد المجلس سنة إحدى وعشرين وخمس ماية وأظهر الله الحكمة على لسانه ثم جلس في مدرسة شيخه أبي سعد للتدريس والفتوى سنة ثمان وعشرين وخمس ماية وصار يقصد بالزيارة والنذر وصنف في الأصول والفروع وله كلام على لسان أهل الطريق قال طالبتني نفسي يوما بشهوة فكنت أضاجرها وأدخل في درب وأخرج إلى درب أطلب
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»