الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٢
فقبله وكتب إليه * أياديك عندي معظمات جلائل * طوال المدى شكري لهن قصير * * فإن كنت عن شكري غنيا فإنني * إلى شكر ما أوليتني لفقير * فقلت له هذا أعز الله الأمير حسن فقال أحسن منه ما سرقته منه فقلت ما هو فقال حديثان حدثني بهما أبو الصلت الهروي بخراسان عن أبي الحسن الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يؤتى بعبد فيوقف بين يدي الله عز وجل فيؤمر به إلى النار فيقول أي ري لم أمرت بي إلى النار فيقول لأنك لم تشكر نعمتي فيقول يا رب إنك أنعمت علي بكذا فشكرت بكذا فلا يزال يحصي النعم ويعدد الشكر فيقول الله تعالى صدقت عبدي إلا أنك لم تشكر من أنعمت عليك بها على يديه وقد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد على نعمة أنعمتها عليه أو يشكر من أنعمت بها على يديه قال فانصرفت بالخير إلى أبي الحسن وهو في مجلس أخيه أبي العباس أحمد بن محمد وذكرت لهما ما جرى فاستحسن أبو العباس ما ذكرته ورد إلى عبيد الله بر أوسع من بر أخيه فأوصلته إليه فقبله وكتب إليه * شكريك معقود بإيماني * حكم في سري وإعلاني * * عقد ضمير وفم ناطق * وفعل أعضاء وأركان * فقلت له هاذ أعز الله الأمير أحسن من الأول فقال أحسن منه ما سرقته منه فقلت وما هو فقال حدثني أبو الصلت الهروي بخراسان عن أبي الرضا عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عن الصادق عن الباقر عن السجاد عن السبط عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان عقد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان قال فعدت إلى العباس فحدثته بالحديث وكان في مجلسه محمد بن إسحاق ابن راهويه المتفقه فقال ما هذا الإسناد قال ابن رشيد فقلت هذا سعوط السبليا الذي إذا سعط به المجنون برئ ومن شعر عبيد الله) * ألا أيها الدهر الذي قد مللته * لتخليطه حتى مللت حياتي * * فقد وجلال الله حببت دائبا * إلي على بغض الوفاة وفاتي * ومنه * إلى كم يكون العتب في كل حالة * ولم لا تملين القطيعة والهجرا * * رويدك إن الدهر فيه كفاية * لتفريق ذات البين فانظري الدهرا *
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»