الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٢١٣
منها * وقد كان للاجين ظلا فقلصت * يد الموت عدوا عنهم ذلك الظلا * * وعف عن الأعراض مغض عن القذى * صبور عليه في الورى يحمل الكلا * * سأندبه دهري وأرثيه جاهدا * وأكثر فيه من بكائي وإن قلا * * ولم لا وقد صاحبته كل مدتي * أراه أبا برا ويعتدني نجلا * * ولم يرنا في طول مدتنا امرؤ * فيحسبنا إلا الأقارب والأهلا * * وكم أرشدتني في الكتابة كتبه * ولو زل عن إرشادها خاطري ضلا * * وكم مشكلات لم يبن لمحدق * إليها جلاها فانجلت عندما أملى * * فمن هذه حالي وحالته معي * أيحسن أن أبكي على فقده أم لا * * وعهدي به لا أبعد الله عهده * وأقلامه أنى جرت نشرت عدلا * * وتجري بما تجري الملوك من الندى * بها فتزيل الجدب والمحل والأزلا * * لقد كان لي أنس به وهو نازح * كأن التنائي لم يفرق لنا شملا * * وقد زال ذاك الأنس واعتضت بعده * دموعا إذا أنشأتها أنشأت الوبلا * * فلا دمعي الهامي يجف ولا الأسى * يخف جواه إن أقل لهما مهلا * * ولا حرقي تخبو وإن يطف وقدها * بماء دموعي صار فيها غضى جزلا * * إلى الله أشكو فقد صحب رزئتهم * وفقد ابن فضل الله قد عدل الكلا * * ولم يترك الموت الذي حم منهم * حميما ولا خلى الردى منهم خلا) * (وعمهم داعي الحمام فأسرعوا * جميعا وألفي قولنا فيهم إلا * * وكم يرتجي الساري الونى عن رفاقه * إذا ركبهم يوما بدارهم حلا * * أيطمع من قد جاز معترك الردى * بإبطائه عمن تقدمه كلا * * ولا سيما من عاهد الداء جسمه * يعاوده بدءا إذا ظنه ولى * * عزاءك محيي الدين في الذاهب الذي * قضى إذ قضى فرض المناقب والنقلا * * فمثلك من يلقى الخطوب بكاهل * يقل الذي تعيى الجبال به حملا * * وفي الصبر أجر أنت تعرف فضله * وآثاره الحسنى فلا تدع الفضلا * * وسلم لأمر الله وارض بحكمه * تحز منه فضلا ما برحت له أهلا * * ولا زال صوب المزن والعفو دائما * يؤمانه حتى إذا وصلا آنهلا *
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»