بالأجرة فاجتمع له من كسب يده شيء اشترى به جارية موصوفة بالخير والصلاح ولم يزل يطعهما من كسب يده أيضا إلى أن حملت بإمام الحرمين وهو مستمر على تربيتها بمكسب الحل فلما وضعته أوصاها أن لا تمكن أحدا من إرضاعه فاتفق أنه دخل يوما عليها وهي متألمة والصغير يبكي وقد أخذته امرأة من جيرانهم وشاغلته بثديها فرضع منها قليلا فلما رآه شق عليه ذلك وأخذه إليه ونكس رأسه ومسح على بطنه وأدخل إصبعه في فيه ولم يزل إلى أن قاء جميع ما شربه وهو يقول يسهل علي أن يموت ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير أمه ويحكى عن إمام الحرمين أنه كان يلحقه فترة في بعض الأحيان في مجلس المناظرة ويقول هذا من بقالا تلك الرضعة ومن شعره * أصخ لن تنال العلم إلا بستة * سأنبيك عن تفصيلها ببيان * * ذكاء وحرص وافتقار وغربة * وتلقين أستاذ وطول زمان *) ومما وجدته منسوبا * إذا سمته التقبيل صد بوجهه * وقال أما تخشى وأنت إمام * * أتحسب رشف الريق شيئا محللا * فريقي خمر والمدام حرام * ومما رثي رحمه الله تعالى * قلوب العالمين على المقالي * وأيام الورى شبه الليالي * * أيثمر غصن أهل العلم يوما * وقد مات الإمام أبو المعالي * وقال القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المدرس بثغر جنزة * يا أيها الناعي شمس المشرق * بأبي المعالي نور دين مشرق * * أنذرتني الدنيا قيام قيامة * فالشمس صار مغيبها في المشرق * 3 (ابن بدرون المغربي)) عبد الملك بن عبد الله بن بدرون أبو القاسم الحضرمي من أهل شلب ويكن أبا الحسين وهو مؤلف كتاب كمامة الزهر وصدفة الدرر
(١١٨)