الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٨
* ويسعدني شرخ الشبيبة والغنى * إذا شانها إقتارها وقتيرها * * ومذ قلب الدهر المجن أصابني * صبورا على حال قليل صبورها * * فلو تحمل الأيام ما أنا حامل * لما كاد يمحو صبغة الليل نورها * * سأصبر إما أن تدور صروفها * علي وإما تستقيم أمورها * * فإن تكن الخنساء إني صخرها * وإن تكن الزباء إني قصيرها * * وقد ارتدى ثوب الظلام بحسرة * عليها من الشوس الحماة جسورها * * كأني بأحشاء السباسب خاطر * فما وجدت إلا وشخصي ضميرها * * وصادية الأحشاء غضى بالها * يعز على الشعري العبور عبورها * * ينوح بها الخريت ندبا لنفسه * إذا اختلفت حصباؤها وصخورها * * إذا وطئتها الشمس سال لعابها * وإن سلكتها الريح طال هديرها * * وإن قامت الحرباء ترصد شمسها * أصيلا أذاب اللحظ منها هجيرها) * (تجنب عنها للحذار جنوبها * وتدبر عنها في الهبوب دبورها * * خبرت مرامي أرضها فقتلتها * وما يقتل الأرضين إلا خبيرها * * بخطوة مرقال أمون عثارها * كثير على وفق الصواب عثورها * * ألذ من الأنغام رجع بغامها * وأطرب من سجع الهديل هديرها * * نساهم شطر العيش عيسا سواهما * لطول السرى لم يبق إلا سطورها * * حروفا كنونات الصحائف أصبحت * تخط على طرس الفيافي سطورها * * إذا نظمت نظم القلائد في البرى * تقلدها خضر الربى ونحورها * * طواها طواها فاغتدت وبطونها * تجول عليها كالوشاح ظهروها * * يعبر عن فرط الحنين أنينها * ويعرب عما في الضمير ضمورها * * تسير بها نحو الحجاز وقصدها * ملاعب شعبي بابل وقصورها * * فلما ترامت عن زرود ورملها * ولاحت لها أعلام نجد وقورها * * وصدت يمينا عن شميط وجاوزت * ربي قطن والشهب قد شف نورها * * وعاج بها عن رمل عاج دليلها * فقامت لعرفان المراد صدورها * * غدت تتقاضانا المسير لأنها * إلى نحو خير المرسلين مسيرها * * ترض الحصى شوقا لمن سبح الحصى * لديه وحيا بالسلام بعيرها *
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: بابل (1)، القتل (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»