الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٧
* بها يطرد السارون عن جفنها الكرى * ويجلب طيب النوم في المهد للطفل * وأنشدني له إجازة البسيط * والله ما سهرت عيني لبعدكم * لعلمها أن طيب الوصل في الحلم * * ولا صبوت إلى ذكر الجليس لكم * لأن ذكركم في خاطري وفمي * ونقلت من خطه قصيدة يمدح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطويل * كفى البدر حسنا أن يقال نظيرها * فيزهى ولكنا بذاك نضيرها * * وحسبت غصون البان أن قوامها * يقاس به ميادها ونضيرها * * أسيرة حجل مطلقات لحاظها * قضى حسنها أن لا يفك أسيرها * * تهيم بها العشاق خلف حجابها * فكيف إذا ما آن منها سفورها * * وليس عجيبا أن غررت بنظرة * إليها فمن شأن البدور غرورها * * فكم نظرة قادت إلى القلب حسرة * يقطع أنفاس الحياة زفيرها * * فوا عجبا كم نسلب الأسد في الوغى * وتسلبنا من أعين الحور حورها) * (فتور الظبي عند القراع يشينها * وما يرهف الأجفان إلا فتورها * * وجذوة حسن في الخدود لهيبها * يشب ولكن في القلوب سعيرها * * إذا آنستها مقلتي خر صاعقا * فادي وقال القلب لا دك طورها * * وسرب ظباء مشرقات شموسه * على حلية عند النجوم بدورها * * تمانع عما في الكناس أسودها * وتحرس ما تحوي القصور صقورها * * تغار من الطيف الملم حماتها * ويغضب من مر النسيم غيورها * * إذا ما رأى في النوم طيفا يزورها * توهمه في اليوم ضيفا يزورها * * نظرنا فأعدتنا السقام عيونها * ولذنا فأولتنا النحول خصورها * * وزرنا وأسد الحي تذكي لحاظها * ويسمع في غاب الرماح زئيرها * * فيا ساعد الله المحب فإنه * يرى غمرات الموت ثم يزورها * * ولما ألمت للزيارة خلسة * وسجف الدياجي مسبلات ستورها * * سعى بيننا الواشون حتى حجولها * وثمت بنا الأعداء حتى عبيرها * * وهمت بنا لولا حبائل شعرها * خطى الصبح لكن قيدتها ظفورها * * ليالي يعديني زماني على العدى * وإن ملئت حقدا علي صدورها *
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»