الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٣
نصر بن أبي العز ابن سرايا بن باقي بن عبد الله بن العريض هو الإمام العلامة البليغ المفوه الناظم الناثر شاعر عصرنا على الإطلاق صفي الدين الطائي السنبسي الحلي شاعر أصبح به راجح الحلي ناقصا وكان سابقا فعاد على عقبه ناكصا أجاد القصائد المطولة والمقاطيع وأتى بما أخجل زهر النجوم في السماء فما قدر زهر الأرض في الربيع تطربك ألفاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده التي كأنها سهام راشقة وسيوف مسلولة مولده يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مائة دخل إلى مصر أيام الملك الناصر في سنة ست وعشرين وسبع مائة تقريبا وأظنه وردها مرتين واجتمع بالقاضي علاء الدين بن الأثير كاتب السر ومدحه وأقبل عليه واجتمع بالشيخ فتح الدين ابن سيد الناس وغيره وأثنى فضلاء الديار المصرية عليه وأما شمس الدين عبد اللطيف فإنه كان يظن أنه لم ينظم الشعر أحد مثله لا في المتقدمين ولا في المتأخرين مطلقا ورأيت عنده قطعة وافرة من كلامه بخطه نقلت منها أشياء اجتمعت به بالباب وبزاعه من بلاد حلب في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وسبع مائة وأجاز لي بخطه جميع ما له من نظم ونثر وتأليف مما سمعته منه وما لم أسمعه وما لعله يتفق له بعد ذلك التاريخ على أحد الرائين وما يجوز له أن يرويه سماعا وإجازة ومناولة ووجادة بشرطه وقلت وقد بلغتني وفاته رحمه الله تعالى سنة تسع وأربعين وسبع مائة مجزوء الرمل * إن فن الشعر نادى * في جميع الأدباء * * أحسن الله تعالى * في الصفي الحلي عزائي * وأنشدني من لفظه لنفسه في التاريخ بالباب وبزاعه المجتث) للترك ما لي ترك ما دين حيي شرك * حواجب وعيون * لها بقلبي فتك * * كالقوس يصمي وهذي * تشكي المحب وتشكو * وأنشدني من لفظه أيضا لنفسه مجزوء الكامل وإذا العداة أرتك فرط مذلة فإليك عنها * وإذا الذئاب استنعجت * لك مرة فحذار منها * وأنشدني لنفسه أيضا الكامل * لا غرو أن يصلي الفؤاد بذكركم * نارا تؤججها يد التذكار * * قلبي إذا غبتم يصور شخصكم * فيه وكل مصور في النار *
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»