الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣٦٩
* ماذا ترى كانت الأفرنج فاعلة * في نسل آل أمير المؤمنين علي * * هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما * ملكتم بين حكم السبي والنفل * * وقد حصلتم عليها واسم جدهم * محمد وأبيكم غير منتقل * * مررت بالقصر والأركان خالية * من الوفود وكان قبلة القبل * * فملت عنها بوجهي خرف منتقد * من الأعادي ووجه الود لم يمل * * أسبلت من أسف دمعي غداة خلت * رحابكم وغدت مهجورة السبل * * أبكي على ما تراءت من مكارمكم * حال الزمان عليكم وهي لم تحل * * دار الضيافة كانت أنس وافدكم * واليوم أحوحش من رسم ومن طلل * * وفطرة الصوم إن أصغت مكارمكم * تشكو من الدهر حيفا غير محتمل * * وكسوة الناس في الفصلين قد درست * ورث منها جديد عنهم وبلي * * وموسم كان في يوم الخليج لكم * يأتي تجملكم فيه على الجمل * * وأول العلم والعيدين كم لكم * فيهن من وبل وجود ليس بالوشل * * والأرض تهتز في عيد الغدير كما * يهتز ما بين قصريكم من الأسل * * والخيل تعرض في وشي وفي شية * مثل العرائس في حلي وفي حلل * * وما حملتم قرى الأضياف من سعة إلى ال * أطباق إلا على الأكتاف والعجل * * وما خصصتم ببر أهل ملتكم * حتى عممتم به الأقصى من الملل * * كانت رواتبكم للذمتين ولل * ضيف المقيم وللطاري من الرسل) * (ثم الطراز بتنيس الذي عظمت * منه الصلات لأهل الأرض والدول * * وللجوامع من أحباسكم نعم * لمن تصدر في علم وفي عمل * * وربما عادت الدنيا بمعقلكم * منكم وأضحت بكم محلولة العقل * * والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم * ولا نجا من عذاب الله غير ولي * * ولا سقي الماء من حر ومن ظمأ * من كف خير البرايا خاتم الرسل * * أئمتي وهداتي والذخيرة لي * إذا ارتهنت بما قدمت من عملي * * تالله لم أوفهم في المدح حقهم * لأن فضلهم كالوابل الهطل * * ولو تضاعفت الأقوال واستبقت * ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل *
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 » »»