الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣٦٦
والعاضد يدعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي واشتهروا بين العوام فيقولون الدولة الفاطمية والعلوية وقد أوضحت ذلك في ترجمة عبيد الله المهدي وتسلم الملك الناصر صلاح الدين قصر الخلافة واستولى على ما كان فيه من الذخائر وكانت عظيمة الوصف وقبض على أولاد العاضد وأهله وحبسهم في مكان واحد بالقصر وأجرى عليهم ما يموتهم وعفى آثارهم واستمر البيع في موجودهم مدة عشر سنين ولم يوجد في خزائنهم من المال كثير لأن شاور ضيعه وصانع به الفرنج ومن عجائب ما وجد فيها قضيب زمرد طوله شبر وشئ في غلظ الإبهام فأخذه صلاح الدين وأحضر صائغا ليقطعه فاستعفى الصائغ من ذلك فرماه السلطان فانكسر ثلاث قطع وفرقه على نسائه ووجد طبل القولنج الذي صنع للظافر وكان من ضربه خرج منه الريح واستراح من القولنج فوقع إلى بعض أمراء الأكراد فلم يدر ما هو فكسره لأنه ضربه فضرط ووجد إبريق عظيم من الحجر المانع فكان من جملة ما أرسل إلى بغداد من التحف ثم إن موفق الدين خالد بن القيسراني وصل إلى مصر من جهة نور الدين الشهيد وطالبه بجميع ما حصله فشق ذلك على صلاح الدين وهم بشق العصا ثم إنه أمر بعمل الحساب وعرضه على موفق الدين وأراه جرائد الأجناد وأرسل معه هدية إلى نور الدين على يد الفقيه عيسى وهي خمس ختمات إحداهن مكتوبة بالذهب بخط يأنس في ثلاثين جزء وختمة بخط مهلهل وختمة بخط الحاكم البغدادي وختمة بخط راشد في عشرة أجزاء وختمة بخط ابن البواب وثلاثة أحجار بلخش وزنها أربعة وأبعون مثقالا وست قصبات مرد مزنها ثلاثة عشر مثقالا وثلث وربع وياقوتة وزنها سبعة مثاقيل وحجر أزرق وزنه ستة مثاقيل وسدس ومائة عقد جوهر وزنها مائة وخمسة وسبعون مثقالا وخمسون قارورة دهن بلسان وعشرون قطعة بلور وأربع عشرة قطعة جزع وإبريق يشم وطشت يشم وسقرق مينا مذهب وصحون وزبادي صيني أربعون قطعة وكرتين عود وزنهما خمسون رطلا بالمصري ومائة ثوب أطلس وأربع وعشرون بقيارا مذهبة وأربعة وعشرون ثوبا حريرا وأربعة وعشرون من الوشي وحلة فلفلي مذهبة وحلة مريش صفراء مذهبة وغير ذلك أنواع قماش قيمتها مائتان وعشرون ألف دينار مصرية وعدة من الخيل والغلمان والجواري وشيئا كثيرا من السلاح ويقال إن دار الكتب كان بها ألف ومائتان وعشرون نسخة بتاريخ الطبري وكانت تحتوي على ألفي ألف وستمائة ألف) كتاب وكان فيها من الخطوط المنسوبة أشياء كثيرة حصل القاضي الفاضل نخبها أنه اعتبرها وكلما أعجبه شيء قطع جلده ورماه في البركة فلما فرغ الناس من شراء الكتب اشترى هو تلك على أنها مخرومة ذكر ذلك ابن أبي طي وقال أخبرني بذلك جماعة من المصريين منهم الأمير شمس الخلافة موسى بن محمد وساروا بهذه الهدية فلم تصل إلى نور الدين لأنهم اتصلت بهم وفاة نور الدين في الطريق
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»