الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣٥٠
المأمون بالله بن الرشيد ابن المهدي بن المنصور ولد سنة سبعين ومائة بايعوه أول سنة ثمان وتسعين ومائة وكان يكنى أبا العباس فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر وتوفي سنة ثمان عشرة ومائتين في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب وكانت وفاته بالبدنون فكانت خلافته عشرين سنة وستة أشهر قرأ العلم في صغره وسمع من هشيم وعباد بن العوام ويوسف بن عطية وأبي معاوية الضرير وطبقتهم وروى عنه ولده الفضل ويحيى بن أكثم وجعفر ابن أبي عثمان الطيالسي والأمير عبد الله ابن طاهر وأحمد بن الحارث الشيعي ودعل الخزاعي وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس ولما كبر عني بعلوم الأوائل ومهر في الفلسفة فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن وكان من رجال بني العباس حزما وعزما وعلما وحلما ورأيا ودهاء وشجاعة وسؤددا وسماحة قال ابن أبي الدنيا كان أبيض ربعة حسن الوجه تعلوه صفرة قد وخطه الشيب أعين وطويل اللحية رقيقها ضيق الجبين على خده خال وقال الجاحظ كان أبيض فيه صفرة وكان ساقاه دون جسده صفراوين كأنما طليتا بزعفران ولما خلعه الأمين غضب ودعا إلى نفسه بخراسان فبايعوه في ذلك التاريخ وأمه أم ولد اسمها مراجل ماتت أيام نفاسها به ودعي للمأمون بالخلافة وأخوه الأمين حي في آخر سنة خمس وتسعين ومائة إلى أن قتل الأمين فاجتمع الناس عليه وتفرقت عماله في البلاد وأقيم الموسم سنة ست وسنة سبع باسمه وهو مقيم بخراسان واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمان وكان فصيحا مفوها كان يقول معاوية بعمره وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي ورويت هذه عن المنصور ختم في الرمضانات ثلاثا وثلاثين ختمة وقال يحيى بن أكثم قال المأمون أريد أن أحدث فقلت ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين فقال ضعوا لي منبرا ثم صعد فأول ما حدث حدثنا هشيم بن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفع الحديث قال امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار ثم حدث بنحو ثلاثين حديثا ثم نزل فقال كيف
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»