الحجري المغربي عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمد ابن ذي النون الحجري بفتح الحاء وسكون الجيم حجر ذي رعين الأندلسي المريي الفقيه الحافظ الزاهد أحد أئمة الأندلس سمع الكثير وروى وكان له بصر بصناعة الحديث موصوفا بجودة الفهم أصاب الناس قحط شديد فلما وضعوه على شفير قبره توسلوا به إلى الله تعالى فسقوا وتوفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ابن زهر الطبيب عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن زهر أبو محمد الإيادي ابن الحفيد أبي بكر الأندلسي الإشبيلي الطبيب معروف بالطب آباؤه شيوخ لطب وكان شابا جميلا مفرط الذكاء خيرا عاش خمسا وعشرين سنة وتوفي سنة اثنتين وستمائة وكان قد اشتغل على والده وأوقفه على كثير من أسرار هذه الصناعة وعملها وقرأ كتاب النبات لأبي حنيفة على أبيه وأتقن معرفته وكان الخليفة أبو عبد الله الناصر محمد بن المنصور أبي يعقوب يرى له كثيرا ويحترمه ويعرف مقدار علمه ويثق به ولما توجه إلى الحضرة خرج منه فيما اشتراه لسفره ونفقته في الطريق عشرة آلاف دينار وكان يشتغل على الجزولي في النحو وكان الناصر إذا جلس جلس الخطيب أبو عبد الله بن محمد بن الحسن بن أبي علي بن الحسن بن أبي يوسف حجاج القاضي ويجلس تلوه القاضي الشريف أبو عبد الله الحسيني وكان يجلس تلوه ابن الحفيد أبو محمد عبد الله بن زهر هذا وكان يجلس تلوه أبو موسى عيسى الجزولي النحوي ومات ابن الحفيد مسموما وقال أبو مروان الباجي قال لي يوما رأيت البارحة أختي وكانت أخته قد ماتت قبله وكأنني قلت لها بالله يا أختي عرفيني كم يكون عمري فقالت لي طابيتين ونصفا والطابية هي الخشبة للبناء المعروفة في المغرب بهذا الاسم طولها عشرة أشبار فقلت لها أنا أقول لك جدا وأنت تجيبيني بالهزء فقالت لا والله ما أجبتك إلا بالجد وإنما أنت ما فهمت أليس أن الطابية عشرة أشبار والطابيتان ونصفا خمسة وعشرون شبرا يكون عمرك خمسا وعشرين سنة قال أبو مروان فلما قص علي هذه الرؤيا قلت له لا تتوهم من هذا فلعله أضغاث أحلام قال ولا تكمل تلك السنة إلا وقد مات وكان عمره كما قيل له خمسا وعشرين سنة لا أقل ولا أكثر)
(٣١١)