الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٣٢
وعاش ثلاثا وثلاثين سنة وقال خليفة مات ابن ثمان وعشرين سنة وبويع بالكوفة في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين ومائة وهو ابن أربع وعشرين سنة وقيل ابن ثمان وعشرين سنة وكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر ولما صعد المنبر خطب قائما فقال الناس يا ابن عم رسول الله أحييت السنة وكانت بنو أمية يخطبون قعودا وقتل أبا سلمة الخلال وكان القائم بالدعوة وأضمر خلع بني العباس وتصيير الأمر إلى آل علي بن أبي طالب وعهد إلى أخيه عبد الله المنصور وصرف البيعة عن عمه عبد الله ابن علي وقال وهو مريض وقد دخل عليه الطبيب من مجزوء الكامل * أنظر إلى ضعف الحرا * ك وذله بين السكون * * ينبيك أن بيانه * هذا مقدمة المنون * ولقب القائم والمرتضى والمهتدي والمبيح وغير ذلك وأشهر ألقابه السفاح ولم يحج في خلافته وصل عبد الله بن الحسن بن الحسن بألفي ألف درهم وهو أول خليفة وصل بهذه الجملة كاتبه أبو الجهم بن عطية وأبو العباس خالد بن برمك بعدما كان وزيرهم أبو سلمة الخلال حاجبه أبو حسان مولاه ويقال أبو غسان صالح بن الهيثم وقيل محمد بن صول وكان قد وقع في سبي يزيد ابن المهلب وكان مولاه فأنكر ذلك وادعى أنه مولى المنصور ونقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن ولما تولى الخلافة وأصعده أبو مسلم الخراساني على المنبر أرتج عليه فقال من الطويل * فإن لم أكن فيكم خطيبا فإنني * بسيفي إذا جد الوغى لخطيب * وأخذ سيفه في يده ونزل فعجب الناس من بلاغته وإصابته المعنى وهو أول من نزل العراق من خلفاء بني العباس بني له المدينة الهاشمية إلى جانب الأنبار وفيها قبره إلى الآن وهي المعروفة الآن بالأنبار لأن الأولى درست وكان من أكرم الناس في المعاشرة وأسمحهم بالمال ومن شعره قوله في بني أمية من البسيط * أحيا الضغائن آباء لنا سلفوا * ولن تموت وللآباء أبناء * وقوله أيضا من الطويل * تناولت ثأري من أمية عنوة * وحزت تراثي اليوم عن سلفي قسرا * * وألقيت ذلا من مفارق هاشم * وألبستها عزا وأعليتها قدرا *) ومن كلامه إذا عظمت القدرة قلت الشهوة وما أقبح الدنيا بنا إذا كانت لنا وأولياءنا خالون من حسن آثارها الأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة ولما وقع في النزع كان آخر كلامه إليك يا رب لا إلى النار
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»