الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١٩٢
* خلفتني رهن التندم والأسى * تعتادني الأحزان والآلام * * لكن لي بأخيك نجم الدين في * الديوان أنسا ما عداه مرام * * مهما توجس أو توحش خاطري * فبه تزول وتنقضي الأوهام * وكان قد كتب إلي وهو بدمشق وأنا بالقاهرة من الكامل * ذكرت قلبي حين شط مزارهم * بهم فناب عن الجوى تذكارهم * * وبكى فؤادي وهو منزل حبهم * وأحق من تبكي الأحبة دراهم * * وتخلق الجفن الهمول كأنما * لمحته عند غروبهم أنوارهم * * وذكرت عيني عند عين فراقهم * لما أثارت لوعتي آثارهم * * نذري الدموع عليهم وكأنهم * زهر الربا وكأنها أمطارهم * * ويئن من حالي العواذل رحمة * لما بكيت وما الأنين شعارهم * * ويح المحبين الذين بودهم * قرب المزار لو نأت أعمارهم * * فقدوا خليلهم الحبيب فأذكيت * بالشوق في حطب الأضالع نارهم * * مولى تقلص ظل أنس منه عن * أصحابه فأستوحشت أفكارهم * * كم راقها يوما برؤية وجهه * ما لا يروقهم به دينارهم * * ولكم بدت أسماعهم في حلية * من لفظه وكذا غدت أبصارهم * * كانوا بصحبته اللذيذة رتعا * بمسرة ملئت بها أعشارهم) * (يتنافسون على دنو مزاره * فكأنما بلقاه كان فخارهم * * لا غيب الرحمان رؤية وجهه * عن عاشقيه فإنها أوطارهم * * وجلا ظلام بلادهم من بعده * فلقد تساوى ليلهم ونهارهم * * يا سيدا لي لم تزل ثقتي به * إن خادعتني في الولا أسرارهم * * أصرمت حبل مودتي ولصحبتي * عرف الطريقة في الوداد كبارهم * * أم تلك عادات القلى أجريتها * فكذا الأحبة هجرهم ونفارهم * وكتبت الجواب إليه عن ذلك من الكامل * أفدي الذين إذا تناءت دارهم * أدناهم من صبهم تذكارهم *
(١٩٢)
مفاتيح البحث: دمشق (1)، الربا (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»