فلما طلبه أخوه المسترشد للمبايعة فقده فوقع الطلب وبحث عن أمره فقيل له بالحلة عند دبيس فقطع اسمه من الخطبة في الجمع وغيرها وأنفذ نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي يأمره بتسليمه فامتنع دبيس وقال إن أراد أن يرجع من قبل نفسه فليفعل فلاطفه النقيب في القول ووعده بما يريد فأجاب بشروط اقترحها فعاد إلى بغداد وأجابه المسترشد إلى ما أراد ولما حصلت المنافرة بين دبيس وعساكر السلجوقية انضم في تلك الفترة جماعة من أوباش الجند والعرب إلى أبي الحسن وأطمعوه في الخروج والتوجه إلى واسط فأجاب وسار بمن معه ولقب نفسه المستنجد بالله) واستوزر رجلا من بغداد يقال له ابن الدلف كان مقيما بالحلة فوصل إلى واسط وبسط يده في الأموال واستكثر من الجند والأتباع فراسل المسترشد دبيسا بسديد الدولة ابن الأنباري كاتب الإنشاء يأمره بحمل أبي الحسن إلى دار الخلافة فتوجه في جملة من العسكر فقبض عليه وأحضره إلى بغداد فلما دخل على المسترشد عاتبه وأمره بالمصير إلى أولاده فانصرف إليهم وبقي مقيما عندهم محناطا عليه بقية عمره وتوفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة ومن شعره من الطويل * أأشمت أعدائي وأوهنت جانبي * وهضت جناحا ريشته يد الفخر * * فما أنت عندي بالملوم وإنما * لي الذنب هذا سوء حظي من الدهر * النقيب أبو طالب عبد الله بن أحمد بن علي بن المعمر أبو طالب بن أبي عبد الله العلوي البغدادي نقيب الطالبيين ببغداد بعد وفاة والده ولم يزل على ولايته إلى أن توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وكان شابا سريا فاضلا أديبا شاعرا مترسلا من شعره فيما يكتب على قسي البندق من مجزوء الرمل * حملتني راحة في * جودها للخلق راحه * * فأنا للفتك أهل * وهي أهل للسماحه * ومنه أيضا فيه من مجزوء الخفيف * أنا في كف ماجد * جوده الغمر مفرط * * كل طير يلوح لي * فهو في الحال يهبط * ومنه فيه من المنسرح * لا زلت يا ممسكي براحته * في ظل عيش يصفو من الكدر * * ترمي بي الطير حين تحملني * والدهر يرمي عداك بالقدر * ومنه فيه من مجزوء الخفيف
(٢١)