أبيه شيئا كثيرا من العلم ولم يأذن له أبوه في السماع من علي بن الجعد وسمع من ابن معين وجماعة وروى عنه النسائي وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي وآخرون قال الخطيب كان ثقة ثبتا إماما فهما وسمع المسند من أبيه وهو ثلاثون ألفا والتفسير وهو مائة وعشرون ألفا سمع منه ثمانين ألفا والباقي وجادة وسمع منه الناسخ والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر من كتاب الله وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وغير ذلك وتوفي سنة تسعين ومائتين أبن أبي دارة المروزي عبد الله بن أحمد ابن أبي دارة المروزي له أربعون حديثا مروية توفي في حدود الثلاثمائة الكعبي المعتزلي عبد الله بن أحمد بن محمود أبو القاسم الكعبي البلخي رأس المعتزلة ورئيسهم في زمانه وداعيتهم قال جعفر المستغفري لا أستجيز الرواية عن أمثاله توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة وناهيك من فضله وتقدمه إجماع العالم على حسن تأليفه للكتب الكلامية والتصانيف الحكمية التي بذت أكثر كتب الحكماء وصارت ملاذا للبصر وعمدة للأدباء ونزهة في مجالس الكبراء وكانت في العراق أشهر منها في خراسان وأئمة الدينا مولعون بها مغرمون بفوائدها حتى أنه لما دخل أبو الحسن علي بن محمد الخشابي البلخي تلميذه بغداد حاجا جعلها جعل أهلها يقولون بعضهم لبعض قد جاء غلام الكعبي فتعالوا ننظر إليه فاحتوشه أهل العصر وعصابة الكلام وجعلوا يتبركون بالنظر إليه ويتعجبون منه وينظرون إليه ويسألونه على الكعبي وخصائله وشمائله وكان مدة مقامة بها كأنه فيها من كبار الأولياء وكان الكعبي لا يخفي مذهبه وكان صلحاء أهل بلخ ينالون منه ويقدحون فيه ويرمونه بالزندقة ولما صنف أبو زيد كتاب السياسة ليأنس الخادم وهو إذ ذاك وإلي بلخ قال الكعبي قد جمع الله السياسة كلها في آية من القرآن حيث يقول يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا
(١٧)