الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١٦٧
ولم يزل سامعا مطيعا له يثني عليه ويفضله وعن محمد بن سيرين قال لما بويع أبو بكر أبطأ علي عنه بيعته وجلس في بيته فبعث إليه أبو بكر ما بطأ بك عني أكرهت إمارتي فقال علي ما كرهت إمارتك ولكني آليت أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى اجمع القرآن قال ابن سيرين فبلغني أنه كتبه على تنزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير وعن ابن أبجر قال لما بويع لأبي بكر جاء أبو سفيان بن حرب إلى علي فقال غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا فقال علي ما زلت عدو الإسلام وأهله) فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا إنا رأينا أبا بكر أهلا ورواه عبد الرزاق عن ابن المبارك وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها فقال يا بنت سول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك وقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا أبا بكر وعن عبد الله بن أبي بكر أن خالدا بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة سول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وقال يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فأضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالدا أميرا على ربع من أرباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول أتؤمره وقد قال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان وقال ابن أبي عزة الجمحي من الكامل * شكرا لمن هو بالثناء خليق * ذهب اللجاج وبويع الصديق * * من بعدما دحضت بسعد نعله * ورجا رجاء دونه العيوق * * جاءت به الأنصار عاصب رأسه * أتاهم الصديق والفاروق * * وأبو عبيدة والذين إليهم * نفس المؤمل للبقاء تتوق * * كنا نقول لها علي والرضا * عمر وأولاهم بذاك عتيق * * فدعت قريش باسمه فأجابه * إن المنوه باسمه الموثوق * ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة فسمع بذلك أبو قحافة فقال ما هذا قالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرجلل فمن ولي بعده قالوا ابنك قال فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة قالوا نعم قال لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»