بأخبار قريش وأبو جهم هذا هو الذي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم فشغلته في الصلاة فردها عليه قال ابن عبد البر هذا معنى رواية أئمة أهل الحديث ذكر الزبير قال حدثنا عمر بن أبي بكر المؤملي عن سعيد بن عبيد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه عن جده قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة وبعث إليه التي لبسها هو ولبس هو التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبي جهم لبسات 5850 3 (عامر بن الطفيل)) عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب كان من شعراء الجاهلية وفرسانها شاعر مشهور وفارس مذكور أخذ المرباع ونال الرئاسة وتقدم على العرب وأطيع في السياسة وقاد الجيوش وقمع العدو وكان عقيما لم يولد له وكان أعور وأدرك الإسلام ولم يوفق للإسلام وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر بن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة لأمه وجبار بن سلمى بن مالك وكان هؤلاء الثلاثة رؤوس القوم وشياطينهم وقد كان قوم عامر قالوا له يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم فقال قد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي فأتبع أنا عقب هذا الفتى من قريش وهم بالغدر به فقال لأربد إذا أقبلنا على الرجل فإني شاغل عنك وجهه فاعله أنت بالسيف فجرى ما ذكرته في ترجمة أربد في حرف الهمزة ولما خرج عامر من عند رسول الله صلى الله) عليه وسلم وهو يقول ما قال قالت عائشة من هذا يا رسول الله قال هذا عامر بن الطفيل والذي نفسي بيده لو أسلم وأسلمت بنو عامر لزاحمت قريشا على منابرها ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا قوم إذا دعوت فأمنوا ثم قال اللهم اهد بني عامر واشغل عني عامر بن الطفيل بما شئت وكيف وأنى شئت وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزل عامر بامرأة من بني سلول فبعث الله على عامر الطاعون في عنقه فقتله وجعل عامر يقول يا بني عامر أغدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية وجعل يشتد وينزو إلى السماء ويقول يا موت ابرز لي حتى أراك وقدم أربد أرض بني عامر فقالوا ما وراءك قال لقد دعانا محمد إلى عبادة شيء لوددته عندي الآن فأرميه بنبلي هذه فأقتله فخرج بعد مقالته هذه بيومين معه جمل يبيعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما في مكانهما ونصبت بنو عامر على قبر عامر أنصابا ميلا في ميل حمى على قبره لا تنشر فيه ماشية ولا ترعى فيه سارحة ولا يسلكه راكب ولا ماش وكان جبار بن سلمى غائبا فلما قدم
(٣٣٠)