الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٢٧٣
طلحة لما كان يوم أحد وحملت النبي صلى الله عليه وسلم حتى صيرته على الصخرة فاستتر بها من المشركين فقال لي هكذا وأومأ بيده وراء ظهره هذا جبريل يخبرني أنه لا يراك يوم القيامة في هول إلا أنقذك منه ولما وقاه يوم أحد بيده ضرب المشرك يد طلحة فقال حس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قلت بسم الله لحملتك الملائكة أو قال لطارت بك الملائكة والناس ينظرون إليك وقالت عائشة كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال ذلك كله لطلحة ثم أنشأ يحدث قال كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه فقلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي وبيني وبين المشرق رجل لا اعرفه فإذا هو أبو عبدة فذكر أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليكما صاحبكما يعني طلحة قال فأتينا طلحة في بعض تلك الجفار فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر بين طعنة ورمية وضربة وإذا قد قطعت إصبعه فأصلحنا من شأنه ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقام) إليه رجل فقال من هؤلاء يا رسول الله قال طلحة فأقبلت وعلي ثوبان أخضران فقال أيها السائل هذا منهم وقال معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طلحة ممن قضى نحبه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي إلى وجه الأرض فلينظر إلى طلحة وما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى قال لحسان قل في طلحة فقال * وطلحة يوم الشعب آسى محمدا * على ساعة ضاقت عليه وشقت * * يقيه بكفيه الرماح وأسملت * أشاجعه تحت السيوف فشلت * * وكان إمام الناس إلا محمدا * أقام رحى الإسلام حتى استقلت * وقال أبو بكر فيه شعرا وقال عمر أيضا ولما مات طلحة ترك من العين ألف درهم ومائتي ألف دينار وباقي العروض تتمة ثلاثين ألف ألف درهم وكان يغل بالعراق ما بن أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف درهم ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤنته ومؤنة عايله وزوج أيامهم وقضى دين غارمهم وكان يرسل إلى عائشة كل سنة إذا جاءت عليه بعشرة آلاف كبار 3 (الأوسي)) طلحة بن عتبة الأنصاري من بني جحجبا من الأوس شهد أحدا
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»