الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٢٧٢
زيد يستعلمان خبر العير فلم يشهد وقعة بدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما ولذلك عدهما العلماء بالمغازي فيمن شهد بدرا فلما كان يوم أحد أبلى فيه طلحة بلاء حسنا وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وحماه من الكفار واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه ووقاه بنفسه وكان يرتجز يومئذ * نحن حماة غالب ومالك * نذب عن رسولنا المبارك * * نضرب عنه القوم في المعارك * ضرب صفاح الكوم في المبارك * وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك ابن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس وتوفي سنة ست وثلاثين للهجرة يوم الجمل وروى له الجماعة ولما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم وكان نوفل يدعى أسد قريش فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين وزعم بعض الرواة أن عليا رضي الله عنه دعاه يوم الجمل فذكره أشياء من سوابقه وفضله فرجع طلحة عن قتاله نحو ما صنع الزبير واعتزل في بعض الصفوف فرمي بسهم في رجله فقطع عرق النسا فلم يزل دمه ينزف حتى مات رضي الله عنه ويقال إن السهم أصاب ثغرة نحره وأن الذي رماه مروان بن الحكم بسهم فقتله وقال لا أطلب بثأري بعد اليوم وذلك أن طلحة كان فيما زعموا ممن حاصر عثمان واشتد عليه قال ابن عبد البر ولا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ وكان في حزبه ودفنوه على شاطئ الكلاء فرأى بعض أهله في المنام) طلحة يقول له ألا تريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ثلاث مرات يقولها قال فنبشوه فإذا هو أخضر مثل السلق فنزعوا عنه الماء ثم استخرجوه فإذا ما يلي الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض فاشتروا له دارا من دور أبي بكر بعشرة آلاف درهم فدفنوه بها وكان طلحة رجلا آدم حسن الوجه كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط وكان لا يغير شعره وأمه الحضرمية اسمها الصعبة بنت عبد الله بن عماد ابن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج بن إياد ابن الصدف بن حضرموت بن كندة ويكنى طلحة أبا محمد ويعرف بطلحة الخير وطلحة الفياض وذكروا أنه اشترى مالا بموضع يقال له بيسان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنت إلا فياض فسمي طلحة الفياض ولما قدم المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعاب بن مالك وكان قد آخى بمكة بينه وبين الزبير قبل الهجرة وكان لما آخى بين المهاجرين والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام حتى نزلت آية الفرائض أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ولما انهزم الناس يوم أحد كان طلحة فيمن ثبت ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة ليعلوها فلم يستطع فحمله طلحة فأنهضه حتى استوى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة وقال
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»