بسبعمائة دينار ونثرها على محابر أصحاب الحديث 3 (الصلاح القواس)) صالح بن أحمد بن عثمان صلاح الدين القواس الشاعر الخلاطي ثم البعلبكي توفي سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة كان رجلا خيرا متواضعا صحب الفقراء وسافر الكثير وكان يعبر الرؤيا أنشدني من لفظه الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي قال أنشدني المذكور قصيدته السائرة ذات الأوزان وهي) * داء ثوى بفؤاد شفه سقم * لمحنتي من دواعي الهم والكمد * * بأضلعي لهب تذكو شرارته * من الضنا في محل الروح من جسدي * * يوم النوى ظل في قلبي به ألم * وحرقتي وبلائي فيه بالرصد * * توجعي من جوى شبت حرارته * مع العنا قد رثى لي فيه ذو الحسد * * أصل الهوى ملبسي وجدا به عدم * بمهجتي من رسا بالحسن منفرد * * تتبعي وجه من تزهو نضارته * لما جنى مورثي وجدا مدى الأمد * * هد القوى حسن كالبدر مبتسم * لفتنتي موهن عند النوى جلدي * * مودعي قمر تسبي إشارته * إذا رنا ساطع الأنوار في البلد * * مهدي الجوى مولع بالهجر منتقم * ما حيلتي قد كوى قلبي مع الكبد * * لمصرعي مهتد تحلو مرارته * يا قومنا آخذ نحى الردى بيدي * * قلبي كوى مالك في النفس محتكم * لغصتي وهو سولي وهو معتمدي * * مروعي سار لا شطت زيارته * لما انثنى قاتلي عمدا بلا قود * قلت يقال إن هذه القصيدة تقرا على ثلاثمائة وستين وجها 3 (أبو عمر الجرمي)) صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي النحوي مولى بجيلة بن أنمار بن الغوث وإنما قيل له الجرمي لأنه كان ينزل فيهم مات سنة خمس وعشرين ومائتين بأصبهان وكان يلقب بالكلب وبالنباح لأنه كان يذهب إلى أبي زيد الأنصاري فيناظره ويصايحه فلقبه بذلك وكان يلقب بالمهارش لأنه كان لا يرى إلا ناظرا أو مناظرا أخذ عن أبي عبيدة وأبي زيد
(١٤٤)