ويقول الشعر وأمه علوية بنت ملد بن المقلد بن جعفر بن عمرو بن المهيأ وكانت فاضلة كريمة معمرة وكان فيه شح وإمساك وكانت تعيبه بذلك وإذا جرى في ضيافته تقصير تممته من بيوتها وأحملت مراعاة الأضياف وكانت تقول واعيثاه ما عرفت العشرات والخمسات إلا منكم في هذا الزمان وما كنا نعرف إلا الألوف والمئات وكان لها رأي جيد في الحروب وغيرها وكان سبب قطع يده أنه كان يشرب ومعه بعض أولاد عبيد بني عمه فجرت بين اثنين منهما خصومة وتجالدا بالسيوف فخلص بينهما فضرب أحدهما يده فقطعها غلطا فذهبت هدرا وكان يلبس يده كفا يلزم بها العنان ويقاتل فلا يثبت له أحد وكان عظيم الغيرة على حرمه وإمائه وكان عقيما وكانت مملكته البوازيج والسن وتكريت وكرمى والحصاصة والدور والقادسية وتوفي سنة سبع وعشرين وأربع مائة ومن شعر مظاهر الدولة قوله من الطويل * لها ريقة أستغفر الله إنها * ألذ وأشهى في النفوس من الخمر * * وصارم طرف لا يزايل جفنه * ولم أر سيفا قبل في جفنه يبري * * فقلت لها والعيس تحدج بالضحى * أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر * * سأنفق ريعان الشبيبة آنفا * على طلب العلياء أو طلب الأجر * * أليس من الخسران أن لياليها * تمر بلا نفع وتحسب من عمري * ومنه من الكامل * وجه ابن حرب ما يحارب مهجة * إلا انتضى من مقلتيه سلاحا * * يا دهر إنك أنت نابذ ريقه * خمرا وغارس خده تفاحا * * وغرلت من غزل شباك جفونه * فنصبتها فتقنصت أرواحا *)) 3 (الحمال الشافعي)) رافع بن نصر بن أنس أبو الحسن الحمال بالحاء المهملة قرأ على القاضي أبي بكر الباقلاني شيئا من الأصول وتفقه على أبي حامد الإسفراييني وسمع من عبد الواحد بن محمد بن مهدي ومحمد بن أحمد بن رزقويه وسكن مكة إلى حين وفاته سنة سبع وأربعين وأربع مائة وحدث هناك وقال هياج بن عبيد الحطيني كان لرافع في الزهد قدم وقال إنما تفقه أبو إسحاق الشيرازي وأبو يعلى ابن الفراء بمعاونة رافع
(٤٧)