* هلا دفنتم سيقه في قبره * معه فذاك له خليل واف * * تكبيرتان حيال قبرك للفتى * محسوبتان بعمرة وطواف * * فارقت دهرك ساخطا أفعاله * وهو الجدير بقلة الإنصاف * * ولقيت ربك فاسترد لك الهدى * ما نالت الأيام بالإتلاف * * أبقيت فينا كوكبين سناهما * في الصبح والظلماء ليس بخاف * قدرين في الإرداء بل مطرين في الإجداء بل قمرين في الإسداف * والراح إن قبل ابنة العنب اكتفت * بأب من الأسماء والأوصاف * * ما زاغ بيتكم الرفيع وإنما * بالوهم أدركه خفي زحاف * قلت قوله يرثي الشريف على روي القاف يعني صوت الغراب إذا قال غاق وأما هذا البيت الأخير فإنه بليغ المعنى وما عزي كبير بأحسن منه 3 (صاحب حمص)) حسين بن ملاعب جناح الدولة صاحب حمص كان مجاهدا شجاعا يباشر الحروب بنفسه نزل من قلعة حمص يوم الجمعة للصلاة وحوله غلمانه بالسلاح فلما حصل بمصلاه وثب عليه ثلاثة من الباطنية العجم ومعهم شيخ فجعلوا يدعون له ويستمنحونه وهم في زي الفقراء وضربوه بالسكاكين فقتلوه وقتلوا معه جماعة من أصحابه وكان في الجامع عشرة من صوفية العجم فقتلوا مظلومين عن آخرهم واضطرب أهل حمص وراسلوا طغتكين ودقاقا يلتمسون إنفاذ نائب بتسليم القلعة قبل مجيء الفرنج فسار طغنكين ودقاق إلى حمص وصعدا القلعة وجاء الفرنج إلى الرستن فحين عرفوا ذلك تفرقوا وكان ذلك سنة خمس وتسعين وأربع مائة)) 3 (الأيدبني قاضي نهاوند)) الحسين بن نصر بن عبيد الله بن عمر بن محمد بن علان بن عمران النهاوندي أو عبد الله ابن أبي الفتح كان والده يلقب بالمرهف من نهاوند وولد الحسين هذا بديار بكر بموضع من الهكارية يعرف بأيدبن بهمة مفتوحة وياء آخر الحروف ساكنة ودال مهملة بعدها باء موحدة ونون سمع بآمد محمد بن هبة الله ابن يحيى الموصل وقدم بغداد شابا ولازم أبا إسحاق الشيرازي وتفقه عليه وبرع في الأصول والفروع والخلاف وسمع من الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبي يعلى محمد بن الحسن بن الفراء وأحمد بن
(٥٠)