الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٦
* مات الكرام فأحيتهم مآثره * كأن مبعث أهل الفضل مولده * * لولا المخافة من أن لا تدوم له * إرادة البذل أعطت نفسها يده * * كأنه خاف أن ينسى السماح فما * يزال منه له درس يردده * منها * الموقدون إذا باتو فواضل ما * بات الطعان بأيديهم يقصده * * بكل عضب تخر الهام ساجدة * إذا رأته كأن الهام تعبده * ومنه يمدح عبد الواحد بن بشارة من الكامل * ولئن ذكرت هوى الظعائن جملة * فالقصد صاحبة البعير الواحد * * وكما يعد الأكرمون جماعة * والواحد المرجو عبد الواحد * ومنه من الطويل * معاليك لا ما شيدته الأوائل * ومجدك لا ما قاله فيك قائل * * وما السعد إلا يممت قاصدا * وما النصر إلا حيث ينزل نازل * * إذا رمت صيدا فالملوك طرائد * أمامك تسعى والرماح أجادل * * ومذ رمت إيراد العوالي تيقنت * نفوس الأعادي أنهن مناهل * * وقد عشقت أسيافك الهام منهم * فكل حسام مرهف الحد ناحل * * مليك يفض الجيش والجيش حافل * ويخجل صوب المزن والمزن هاطل * * سحاب غواديه لجين وعسجد * وليث عواديه قنا وقنابل * * توقى الأعادي بأسه وهو باسم * ويرجو الموالى جوده وهو صائل * قلت أنا وكتب رسالته المشهورة عنه إلى أبي حمير سبأ بن أبي السعود أحمد بن المظفر بن علي الصليحي اليماني بعد انفصاله عنه رواها الحافظ أبو الطاهر السلفي عنه سنة اثنتين وستين وخمس مائة والرسالة المذكورة كتب عبد حضرة السلطان الأجل مولاي ربيع المجدبين وقريع المتأدبين جلاء الملتبس وذكاء المقتبس شهاب المجد الثاقب ونقيب ذوي المناقب أطال الله بقاءه وأدام علوه وارتقاءه ما أجابت العادية المستغير ولزمت الياء التصغير وجعل رتبته في الأولية وافرة السهام كحرف الاستفهام وكالمبتدأ لأنه وإن تأخر في النية فإنه مقدم في النية ولا زالت حضرته للوفود مزدحما ومن الحوادث حمى حتى يكون في العلاء بمنزلة حرف الاستعلاء فإنهن لحروف اللين حصون وما جاورهن على الإمالة مصون ولا زال عدوه كالألف في أن حالها يختلف فتسقط في صلة الكلام لا سيما مع اللام ولا يكون أولا بحال وإن تقدمم همز فاستحال لأنه أدام الله علوه أحسن إلي ابتداء ونشر علي من فضله رداء أراد
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»