ومن شعر خالد الكاتب من المتقارب * تملكت يا مهجتي مهجتي * وأسهرت يا ناظري ناظري * * وما كان ذا أملي يا ملول * ولا خطر الهجر في خاطري * * وفيك تعلمت نظم القريض * فلقبني الناس بالشاعر * ومن شعره من الرمل * عش فحبيك سريعا قاتلي * والهوى إن لم تصلني واصلي * * ظفر الشوق بقلب دنف * فيك والسقم بجسم ناحل * * فهما بين الثياب وطني * تركاني كالقضيب الذابل * * وبكى العاذل لي من رحمة * فبكائي لبكاء العاذل *) ومنه من المتقارب * رقدت ولم ترث للساهر * وليل المحب بلا آخر * ولم تدر بعد ذهاب الرقاد ما فعل الدمع بالناظر وتوفي خالد في حدود السبعين والمائتين قال بعضهم رأيت خالدا وقد كبر ورق عظمه وهو راكب قصبة والصبيان حوله فقلت له يا أستاذ ما الذي أصار بك إلى هذا فقال من المقتضب المجزوء * الهموم والسهر * والسهاد والفكر * * سلطت على جسد * في للهوى أثر * * لا ومن كلفت به * ما يطيق ذا بشر * فقلت له يا أستاذ أريد أن تنشدني أرق ما تعرف فقال اكتب من السريع * رق فلو مرت به نملة * أرجلها منعلة بالحرير * * لأثرت فيه كما أثرت * سحابة في يوم دجن مطير * فقلت يا أستاذ أريد أرق من هذا فقال أكتب من السريع * أضمر أن أضمر حبي له * فيشتكي إضمار إضماري * * رق فلو مرت به نملة * لخضبته بدم جار * فقلت يا أستاذ أريد أرق من هذا فقال اكتب من المنسرح * صافحته فشتكت أنامله * وكاد يبقى بنانه بيدي * * وكنت إذ صافحت يداه يدي * كأنني قابض على البرد *
(١٧١)