مصر وممن روى عنه الحافظ وعبد الغني بن سعيد قال الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي قدم علينا الوزير أبو الفضل جعفر إلى حلب فتلقاه الناس فكنت فيهم فعرف أني محدث فقال لي تعرف اسنادا فيه أربعة من الصحابة كل واحد يروي عن صاحبه قلت نعم وذكرت له حديث السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر رضي الله عنهم في العمالة فعرف لي ذلك وصار به لي عنده منزلة وقال بعضهم خرج الدارقطني له المسند وقد رأيت عند أبي إسحاق الحبال من الأجزاء التي خرجت له جملة كثيرة جدا وفي بعضها الموفي ألفا من مسند كذا والموفي خمسمائة من مسند كذا) وكان الوزير يعقوب به كلس قد زوج أبا العباس ابن الوزير أبي الفضل بن حنزابة بابنته فدخل إليه يوما فأكرمه وأجله وقال يا أبا العباس يا سيدي ما أنا بأجل من أبيك ولا بأفضل أتدري ما أقعد أباك خلف الناس شيل أنفه بأبيه يا أبا العباس لا تشل أنفك بأبيك أتدري ما الأقبال نشاط وتواضع وتدري ما الإدبار كسل وترافع وكان ابن حنزابة يفطر وينام نومة ثم ينهض في الليل فيتوضأ ويدخل بيت مصلاه ويصف قدميه إلى الغداة وقال محمد بن طاهر المقدسي سمعت أبا إسحاق الحبال يقول لما قصد هؤلاء مصر ونزلوا قريبا منها لم يبق أحد من الدولة العباسية إلا خرج لتلقيهم إلا الوزير ابن حنزابة فدخل إليه مشايخ البلد وعاتبوه في فعله وقالوا له إنك تغري بدماء أهل السنة ويجعلون تأخرك عنهم سببا للانتقام فقال الآن أخرج فخرج للسلام فلما دخل عليه أكرمه وأجله وأجلسه وفي قلبه شيء وكان إلى جنبه ابنه وولي عهده فغفل الوزير عن السلام عليه فأراد أن يمتحنه بسبب يكون إلى الوقيعة به فقال له حج الشيخ فقال نعم يا أمير المؤمنين قال وزرت الشيخين فقال شغلت بالنبي صلى الله عليه وسلم عنهما كما شغلت بأمير المؤمنين عن ولي عهده السلام عليك يا ولي عهد المسلمين ورحمة الله وبركاته فأعجب من فطانته وتداركه فأغفل عنه وعرض عليه الوزارة فامتنع فقال إذا لم تل لنا شغلا فنحب ألا تخرج عن بلادنا فإنا لا نستغني عن أن يكون في دولتنا مثلك فأقام بها وكان الوزير في أيامه ينفق على أهل الحرمين من الأشراف وغيرهم
(٩٤)