الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١١ - الصفحة ١١٩
* وتوق آراء له معكوسة * تمضي بأخبث نية وعناد * وكان إذا أراد أن يولي أحدا ناحية قال في مجلسه أريد من أوليه ناحية كذا ثم يتقدم إلى أصحاب الأخبار أن يكاتبوه بقول الناس ومن الذي يرجفون له بها فإن أرجفوا لواحد ولاه وأن أرجفوا لجماعة اختار منهم واحدا وكان يقول من مروءة الكاتب كمال آلة دواته وتوفي في المحرم سنة ثمان وستين ومئتين)) 3 (ابن مكي الحاجب الشافعي)) جعفر بن مكي بن علي بن سعيد أبو محمد البغدادي حفظ القرآن في صباه وقرأ على جماعة من الشيوخ بالروايات ثم قرأ الفقه للشافعي والخلاف والأصولين وشذا طرفا صالحا من المنطق والعلوم القديمة واشتغل بالأدب اشتغالا تاما وسافر إلى الموصل وأقام بها عند أبي حامد بن يونس الفقيه يقرأ عليه ثم عاد إلى بغداد وأقام بالنظامية وأثبت في شعراء الديوان وكان ينشد في مجالس الوزراء وخدم في المخزن في عدة أشغال ورتب على البريد ونادم الإمام الناصر وكان حسن المفاكهة مليح النشوار ثم عزل عن البريد ورتب حاجبا بالديوان ثم ارتفع ورتب حاجبا بباب المراتب ومولده سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة ووفاته سنة تسع وثلاثين وستمئة ومن شعره من الطويل * إلهي يا مولى الموالي وخير من * تمد إليه الراح عند سؤال * * قطعت رجائي عن سواك لأنني * رجوتك إذ كنت العليم بحالي * * ومن يك في كل الأمور مفوضا * إليك فقد حاز المنى بكمال * ومنه من البسيط * لا أوحش الله ممن لا أرى أحدا * من الأنام إذا ما غاب يخلفه * * اشبهت يعقوب في حزني لفرقته * وشدة الشوق لما بان يوسفه * * عليك مني سلام الله ما عبثت * يد النسيم بغصن البان تعطفه * وله أمداح في الإمام الناصر قصائد مطولة شعر متوسط 3 (ابن الهادي)) جعفر بن موسى الهادي بن محد المهدي بن عبد الله المنصور ذكر أحمد بن أبي طاهر أن موسى الهادي خلع الرشيد من ولاية العهد وبايع لابنه جعفر وكان عبد الله بن مالك على الشرطة فلما توفي الهادي هجم خزيمة بن خازم في تلك الليلة وأخذ جعفرا من فراشه فقال والله لأضربن عنقك أو تخلعها فلما كان من الغد ركب الناس إلى دار جعفر فأتى به
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»