الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٤٥
فقبض باغر عليه وحبسه فهرب من الحبس وصار إلى دليل بن يعقوب النصراني كاتب بغا فعصمه دليل من باغر وحال بينه وبين التعدي عليه فأوغر ذلك صدر باغر وصار إلى بغا وهو سكران وبغا في الحمام فانتظره إلى أن خرج ثم قال له والله ما من قتل دليل بد فقال له بغا ومن يحول بينك وبينه لو أردت قتل فارس ابني ما منعتك ودس إلى دليل من ينذره) ويأمره بالاستتار ورفق بغا بباغر حتى انصرف راضيا فلما أصبح باغر وقد صحا خاف ولزم دار المنتصر وأقام بغا مكان دليل كاتبا غيره وأخذ بغا في العمل على باغر وأحس باغر بذلك فهم بقتل المستعين ودعا من كان معه في قتل المتوكل إلى قتل المستعين فأجابوه وبلغ المستعين ووصيفا وبغا ذلك فحضر وصيف منزل بغا ومعه أحمد بن صالح كاتبه فوجه بغا إلى كاتبه دليل فحضر إليه سرا ووجه إلى باغر فحضر في جماعة فلما دخل دار بغا حيل بينه وبين الوصول وقبض عليه وحبس في حمام لبغا ثم إنه وجه إليه من شدخه بالدبابيس والطبرزينات فشغب الجند ونهبوا اسطبل المستعين فركب المستعين الحراقة ومعه بغا ووصيف وانحدروا إلى بغداد ومعهم أصحاب الدواوين ويلغ ذلك الأتراك فغمهم وصاروا إلى دار دليل بن يعقوب وأهل بيته وجيرانه فنهبوها وخربوها وفي ذلك يقول أحمد بن الحارث اليماني * لعمري لئن قتلوا باغرا * لقد هاج باغر حربا طحونا * * وفر الخليفة والقائدا * ن بالليل يلتمسان السفينا * * وما كان قدر ابن مارمة * ليكسبهم منه حربا زبونا * * وكان دليل سعى سعية * فأخزى الإله به العالمينا * * فحل ببغداد قبل الشروق * فحل بها منه ما يكرهونا * * فليت السفينة لم تأتنا * وغرقها الله والراكبينا * فإن المستعين لما وصل بغداد ثارت الفتن بين الأتراك وبين أهلها وأخرج الأتراك المعتز من الحبس وبايعوه بالخلافة بسر من رأى في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين بعد ثمانية أيام من انحدار المستعين البافي الفقيه الشافعي اسمه عبد الله بن محمد الباقر محمد بن علي بن الحسين ((باقوم الرومي)) روى عنه صالح مولى التوأمة قال صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا من طرفاء ثلاث درجات القعدة ودرجتيه قال ابن عبد البر إسناد حديثه لين ليس بالقائم
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»