الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٢٨٧
وخنقها كما يخنق الزيت الكثير الفتيلة فلما نقص الدم خف عن القوة الحمل الثقيل وانتشرت الحرارة والصحيح أن الذي جرى له ذلك وحكاية الوزير أيضا إنما هو أبو الحسن ثابت بن قرة ولما مات أبو الحسن ثابت بن سنان قال أبو إسحق إبراهيم ابن هلال الصابي يرثيه وهو أخو ثابت * أسامع أنت يا من ضمه الجدف * نشيج باك حزين دمعه يكف * * وزفرة من صمم القلب مبعثها * يكاد منها حجاب الصدر ينكشف * * أثابت بن سنان دعوة شهدت * لربها أنه ذو علة أسف * * ما بال طبك لا يشفي وكنت به * تشفي العليل إذا ما شفه الدنف * * غالتك غول المنايا فاستكنت لها * وكنت ذا يدها والروح تختطف * * فارقتني كفراق الكف صاحبها * أظنها ضارب من زندها نقف * * ثوى بمغناك في لحد سكنت به * الدين العقل العلياء والشرف * وكان أبو الحسن قد خدم الراضي ومن قبله من الخلفاء بالطب 3 (الطبيب)) ثابت بن إبراهيم بن زهرون أبو الحسن الحراني الطبيب كان من كبار الأطباء ببغداد وهو نظير ثابت بن سنان وله إصابات عجيبة في العلاج وقد مر ذلك في ترجمة ثابت بن سنان والصحيح أن تلك الاتفافات إنما وقعت لهذا وكانت وفاته سنة ست وستين وثلاث مائة 3 (الناقل الطبيب)) ثابت الناقل كان متوسطا في النقل إلا أنه يفضل إبراهيم بن الصلت وكان مقلا من النقل ومن نقله كتاب الكيموس لجالينوس 3 (الرقي النصراني)) ثابت بن هارون الرقي النصراني استدركه الباخرزي في الدمية على الثعالبي في اليتيمة لأن ثابت هذا قرأ ديوان أبي الطيب المتنبي عليه وكتب المتنبي له خطه بذلك ولما قتل المتنبي رثاه ثابت واستثار له عضد الدولة على فاتك وبني أسد بقوله) * الدهر أغدر والليالي أنكد * من أن تعيش لأهلها يا أحمد * * قصدتك لما أن رأتك نفيسها * بخلا بمثلك والنفائس تقصد * * ذقت الكريهة بغتة وفقدتها * وكريه فقدك في الورى لا يفقد * * ما كان تاركك الزمان لأهله * إن الزمان على الغريبة يحسد *
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»