الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٣٢
متألما إلى أن توفي سنة ثمان وستين وخمس مائة ودفن إلى جانب أخيه أسد الدين شيركوه بالدار السلطانية ثم نقل صلاح الدين تابوتيهما إلى المدينة النبوية ودفنا بتربتهما المجاورة للحجرة الشريفة سنة ثمانين وخمس مائة ولما عاد صلاح الدين من الكرك إلى القاهرة بلغه خبر أبيه فشق عليه ذلك وكتب إلى ابن أخيه فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك كتابا بخط الفاضل يعزيه بجده نجم الدين منه ومن جملة المصاب بالمولى الدارج غفر الله ذنبه وسقى بالرحمة تربه ما عظمت به) اللوعة واشتدت به الروعة وتضاعفت لغيبتنا عن مشهده الحسرة واستنجدنا بالصبر فأبى وأنجدت العبرة فيا له فقيدا فقد عليه العزاء وانتثر شمل البركة فهي بعد الاجتماع أجزاء * وتخطفته يد الردى في غيبتي * هبني حضرت فكنت ماذا أصنع * ورثاه الفقيه عمارة اليمني بقصيدة أولها * هي الصدمة الأولى فمن بان صبره * على هول ما يلقى تضاعف أجره * * ولا بد من موت وفوت وفرقة * ووجد بماء العين يوقد جمره * منها * أصاب الهدى في نجمه بمصيبة * تداعى سماك الجو منها ونسره * * عدمنا أبا الإسلام والملك والندى * وفارقنا شمس الزمان وبدره * منها * وأسعد خلق الله من مات بعدما * رأى في بني أبنائه ما يسره * * وأدرك من طول الحياة مراده * وما طال إلا في رضى الله عمره * ورثاه بقصيدة أخرى أولها * صفو الحياة وإن طال المدى كدر * وحادث الموت لا يبقي ولا يذر * منها * كم شامخ العز ذاق الموت من يدها * ما أضعف القدر إن ألوى به القدر * * أودى علي وعثمان بمخلبها * ولم يفتها أبو بكر ولا عمر * * لا قدست ليلة كانت بصحبتها ال * أكباد حزنا على أيوب تنفطر * * تمخض الدهر عن أم النوائب عن * كبيرة صغرت في جنبها الكبر * * نجم هوى من سماء الدين منكدرا * والنجم من أفقه يهوي وينكدر * وكان نجم الدين يلقب الأجل الأفضل ومنهم من يقول الملك الأفضل وروى بالإجازة عن عون الدين الوزير ابن هبيرة وله من الأولاد السلطان صلاح الدين يوسف
(٣٢)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الموت (3)، الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»