السيرة محبا للعلماء معظما للأدباء وأرباب الفضائل قصده الشعراء من الآفاق على بعد الدار كابن السراج الصوري وأنظاره وهو الذي قال فيه الحسن بن رشيق * أصح وأعلى ما رويناه في الندى * من الخبر المأثور منذ قديم * * أحاديث ترويها السيول عن الحيا * عن البحر عن كف الأمير تميم *) وكان يجيز الجوائز السنية ويعطي العطاء الجزيل ومولده بالمنصورية التي تسمى صبرة من أفريقية سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة وفوض إليه أبوه ولاية العهد بالمهدية سنة خمس وأربعين ولم يزل بها إلى أن توفي والده فاستبد بالملك ولم يزل إلى أن توفي سنة إحدى وخمس مائة ودفن في قصره ثم نقل إلى قصر السيدة بالمنستير وخلف من البنين أكثر من مائة ومن البنات ستين على ما ذكر حفيده أبو محمد عبد العزيز بن شداد بن تميم في كتاب أخبار القيروان وفي أيام ولايته اجتاز المهدي محمد بن تومرت بأفريقية عند عوده من بلاد الشرق وأظهر بها الإنكار على من رآه خارجا عن سنن الشريعة ومن هناك توجه إلى مراكش وكان من أمره ما ذكرته في ترجمته في المحمدين وسيأتي ذكر ولده يحيى بن تميم في حرف الياء في مكانه إن شاء الله تعالى وله هناك ذكر أيضا وللأمير تميم شعر وفضائل فمن شعره * إن نظرت مقلتي لمقلتها * تعلم مما أريد نجواه * * كأنها في الفؤاد ناظرة * تكشف أسراره وفحواه * ومنه أيضا * سل المطر العام الذي عم أرضكم * أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي * * إذا كنت مطبوعا على الصد والجفا * فمن أين لي صبر فأجعله طبعي * ومنه أيضا * فكرت في نار الجحيم وحرها * وا ويلتاه ولات حين مناص * * فدعوت ربي أن خير وسيلتي * يوم المعاد شهادة الإخلاص * 3 (الفحل متولي دمشق)) تميم بن إسماعيل المعروف بالفحل قدم دمشق متوليا عليها من قبل الحاكم صاحب مصر سنة سبع وثمانين وثلاث مائة ثم وليها سنة تسعين وثلاث مائة ومات فيها وولي بعده علي بن جعفر بن فلاح
(٢٥٧)