* بداهية يضغي الكلاب حسيسها * ويخرج من سر النحي علانيه * * ألا لا أرى كالفارس الورد فارسا * إذا ما دعته جرأة وعلانية * * وكان لزاز الحرب عند شبوبها * إذا شمرت عن ساقها وهي ذاكيه * * وقواد خيل نحو أخرى كأنها * سعال وعقبان عليها زبانيه) * (فأقسمت لا ينفك دمعي وعولتي * عليك بحزن ما دعا الله داعية * * بلينا وما يبلى تعار وما يرى * على حدث الأيام إلا كما هيه * وقيل لها يوما ما مدحت أباك حتى هجوت أخاك فقالت * جارى أباه فأقبلا وهما * يتعاوران ملاءة الحضر * * حتى إذا جد الجراء وقد * ساوت هناك العذر بالعذر * * وعلا هتاف الناس أيهما * قال المجيب هناك لا أدري * * برقت صفيحة وجه والده * ومضى على غلوائه يجري * * أولى فأولى أن يساويه * لولا جلال السن والكبر * * وهما كأنهما وقد برزا * صقران قد حطا إلى وكر * قيل لأبي عبيدة ليس هذا في مجموع شعر الخنساء فقال العامة أسقط من أن يجاد عليها بمثل هذا وقيل إن الخنساء لم تزل تبكي على أخويها صخر ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي عجوز كبيرة فقالوا يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي فقال لها عمر اتقي الله وأبقني بالموت فقالت أنا أبكي أبي وخيري مضر صخرا ومعاوية وإني لموقنة بالموت فقال عمر أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار فقالت ذاك أشد لبكائي عليهم فكأن عمر رق لها فقال خلوا عجوزكم لا أبا لكم فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عي أبي وجرة عن أبيه قال حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فقالت لهم من أول الليل إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله غيره أنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدنيا الفانية يقول الله يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين
(٢٤٣)