الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٢٤١
ولما خطبها دريد بعثت خادمة لها وقالت لها انظري إليه إذا بال فإن كان بوله يخرق الأرض ويخد فيها ففيه بقية وإن كان بوله يسيح على وجهها فلا بقية فيه فوجدته وبوله يسيح على وجه الأرض فأخبرتها فأرسلت إليه ما كنت لأدع بني عمي وهم وهم مثل عوالي الرماح وأتزوج شيخا فقال * وقالت إنني شيخ كبير * وما أنبأتها أني ابن أمس * * فلا تلدي ولا ينكحك مثلي * إذا ما ليلة طرقت بنحس * * تريد شرنبث الكفين شثنا * يباشر بالعشية كل كرس *) فقالت الخنساء * معاذ الله ينكحني حبركى * يقال أبوه من جشم بن بكر * * ولو أصبحت في جشم هديا * إذا أصبحت في دنس وفقر * وأما أخوها صخر فإنه اكتسح أموال بني أسد وسبى نساءهم فتبعوه واقتتلوا قتالا شديدا فطعن ربيعة بن ثور الأسدي صخرا في جنبه وفات القوم فلم يقعص وجوى منها فمرض حولا حتى مله أهله فسمع امرأة وهي تسأل امرأته سلمى كيف بعلك فقالت لا حي فيرجى ولا ميت فينعى لقينا منه الأمرين فقال صخر لما سمع ذلك منها * أرى أم صخر لا تمل عيادتي * وملت سليمى مضجعي ومكاني * * وما كنت أخشى أن تكون جنازة * عليك ومن يغتر بالحدثان * * أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان * * لعمري لقد نبهت من كان نائما * وأسمعت من كانت له أذنان * * وللموت خير من حياة كأنها * محلة يعسوب برأس سنان * * وإن امرءا ساوى بأم حليلة * فلا عاش إلا في شقا وهوان * فلما طال عليه البلاء وقد نتأت قطعة مثل اليد من جنبه من الطعنة قالوا له لو قطعتها لرجونا أن تبرأ فقال شانكم فأحموا له شفرة ثم قطعوها فمات فقالت الخنساء ترثيه * ألا ما لعينك أم مالها * لقد أخضل الدمع سربالها * * أبعد ابن عمرو من آل الشري * د حلت به الأرض أثقالها * * فإن تك مرة أودت به * فقد كان يكثر تقتالها *
(٢٤١)
مفاتيح البحث: بنو أسد (1)، البول (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»