إلى صفد مرارا كثيرة ثم حضر إلى دمشق في أيام الأمير سيف الدين أرغون شاه فجعله شادا على الخاص بداريا ودومة ثم طلبه الأمير شهاب الدين أحمد نائب صفد لشد الديوان بصفد فجهز إليها فأقام قليلا وكان ذلك أيام الطاعون بها فحسب الناس أنه يموت بها فطلبه الأمير بدر الدين مسعود بن خطير من السلطان أن يكون مشدا بطرابلس على عشرة قد انحلت بها) فرسم له بالتوجه إليها وأقام قريبا من شهر ثم توفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وسبع مائة 3 (الدواداري)) بهادر الدواداري سيف الدين بهادر أستاذدار السلطنة بدمشق كان من مماليك الدواداري وأول ما أعرف من أمره أنه كان قد ولاه الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى في صيدا فأقام فيها مدة يخدم الناس وفي كل شهر يتوجه إلى صيدا مقدم بجماعته من عسكر صفد وهو يخدم الجميع ولا يروح أحد إلا وهو مغمور بإحسانه سمعت ذلك من غير واحد العسكر وكان يخدم لكل من يصل إلى صيدا كائنا من كان ولما مات تنكز رحمه الله تعالى عزل من صيدا وتولى بنابلس ثم تولى كرك نوح والبقاعين وهو على ذلك الطريقة ثم إنه تولى الأستاذ دارية بدمشق ونزل عن إقطاعه لولديه وبقي بطالا مدة ثم أعطي إمرة عشرة في أيام الأمير سيف الدين يلبغا أو في أيام أرغون شاه ولم يزل عليها إلا أن توفي رحمه الله تعالى في يوم عرفة سنة اثنتين وخمسين وسبع مائة وكان شيخا طويلا نقي الشيبة مهيبا أحمر الوجه 3 (حلاوة الأوشاقي)) بهادر الأمير سيف الدين الأوشاقي الناصري المعروف بحلاوة لأنه كان إذا جاء إلى مركز البريد قال للسواق أو لأحد من غلمان البريد تأكل حلاوة فإذا قال له نعم ضربه بالمقرعة فسمي بذلك كان أشقر أحمر أبيض عبل البدن وكان يسوق في البريد وهو أوشاقي بالكوفية البيضاء وكان فيه همة وقدرة على السوق فقضى أشغالا كثيرة فقدمه السلطان ولبس الكلوتة وكان الأمير سيف الدين تنكز يحبه ويدعوه ابني تارة بالعربي وتارة بالتركي وكلما حضر في البريد أعطاه قباء فروقرظ مغشى بكمخا هذا على الدوام ولم يزل كذلك إلى أن حضر طاجار الدوادار إلى تنكز وجرى ما ذكر في ترجمته عند القبض عليه وتوجه وأغرى السلطان بإمساكه فبعث السلطان بهادر هذا حلاوة إلى الأمير سيف الدين طشتمر الساقي إلى صفد وأمره بإمساكه فحضر معه إلى دمشق ولما خرج الأمير سيف الدين تنكز معهم إلى ناحية ميدان الحصا بقي يمشي متمهلا ولم يجسر أحد على كلامه فقال بهادر هذا بالتركي يا أمراء عجلوا بالمشي فقال له تنكز أنت الآخر يا روسبي وضربه بالمقرعة على أكتافه فلما قبض عليه وقيد أخذ سيفه وتوجه به إلى السلطان فوعده بإمرة طبلخاناه ولما حضر) الأمير علاء الدين الطنبغا إلى نيابة دمشق تأمر بهادر هذا طبلخاناه ورسم له السلطان بأن يكون مقدم
(١٨٩)