أن ورد مرسوم للسلطان بأن يتوجه كل من له إقطاع بصفد إلى صفد ويقيم هناك فتوجه إليها فضاق عطنه بها لأنه فارق من دمشق بأوراق من سنا الذي ليس بدمشق مثل عمارته فحصل له ضعف وورد إلى دمشق ليتداوى بها فأقام يومين أو ثلاثة وتوفي رحمه الله تعالى في سابع عشر شهر رمضان سنة سبع وخمسين وسبع مائة 3 (الحكيم تقي الدين)) أبو بكر بن يوسف بن محمد الحكيم تقي الدين نزيل الروم كان من الرؤساء الفضلاء استوطن الروم وتقدم عند سلطانه وكان يتردد في الرسائل من الروم إلى الشام ومصر فتمول وأثرى وأدركه أجله بدمشق فأوصى بثلث ماله يصرف في الصدقة وفكاك الأسرى وأسند الوصية إلى الأمير جمال الدين موسى بن يغمور وكانت وفاته سنة سبع وخمسين وست مائة 3 (ابن الزراد)) أبو بكر ناصح الدين ابن يوسف بن أبي بكر بن أبي الفرج بن يوسف ابن هلال المحدث المقرئ الحراني الحنبلي المعروف بابن الزراد ولد بحران سنة أربع عشرة وست مائة وقرأ القراءات وتفقه وسمع بدمشق وحلب وروى عنه الدمياطي في معجمه وكان رفيقه في الطلب وكتب الكثير وخطه معروف وتوفي سنة ثلاث وخمسين وست مائة في جمادى الأولى بحلب 3 (زين الدين الحريري المزي)) أبو بكر بن يوسف بن أبي بكر بن محمود بن عثمان بن عبدة الإمام المقرئ المدرس بقية المشايخ زين الدين المزي الدمشقي الشافعي يعرف بالحريري لأن أمه تزوجت بالشمس الحريري نقيب ابن خلكان فرباه ولد سنة ست وأربعين وست مائة تقريبا وتوفي سنة ست) وعشرين وسبع مائة تلا بالسبع على الزواوي وغيره وسمع من الصدر البكري وخطيب مردا وجماعة ودرس التنبيه وغيره ودرس بالقليجية الصغرى وغيرها وولي مشيخة القراءات والنحو بالعادلية مدة وسمع ابنه وابن ابنه شرف الدين وكان فيه ود وخير وسمع منه قاضي القضاة عز الدين ابن جماعة وابنه والطلبة 3 (الزاهد الشعيبي)) أبو بكر الشعبي الزاهد الولي والشعيبية من قرى ميافارقين قال سعد الدين الجويني كان من صلحاء الأبدال صاحب علم وعمل ورياضات ومجاهدات سألني السلطان الملك المظفر أن أقول له أن يأذن له في زيارته فلم يجب وقال أنا أدعو له أن يصلحه الله لنفسه ولرعيته فيجتهد أن لا يظلم قال وكان أكثر أوقاته يتكلم على الخاطر وكان كثيرا ما يقول عقب كلامه اللهم ارحمنا فسألته عن التتار قبل أن يطرقوا البلاد فزفر زفرة ثم أنشد من الطويل
(١٦٨)