الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٩ - الصفحة ٢٢٩
* بلى إنها قد تقطع الخرق ضمر * تبارى السرى والمعسفون الزعازع * * متى ما يحوزها ابن مروان تعترف * بلاد سليمى وهي خوصاء ظالع * * وباتت تؤم الدار من كل جانب * لتخرج فاستدت عليها المصارع * * فلما رأت أن لا خروج وإنما * لها من هواها ما تجن الأضالع * * تمطت بمجدول سبطر وطالعت * وماذا من اللوح اليماني تطالع * فقال له عبد العزيز اشتقت والله إلى أهلك يا أمية فقال لعمر الله أيها الأمير فوصله وأذن له 3 (أمية بن عمرو)) وقيل ابن أبي أمية بن عمرو مولى هشام بن عبد الملك كان جدهم ينشد هشاما أشعار الشعراء بتطريب على إنشاد الشاميين ليتشاغل به من الغناء وأصلهم الشام ثم نزلوا البصرة وأمية من أهل بيت ظرف وشعر وكتبة وهو شيخ أهل بيته وأول من قال الشعر منهم وكان انقطاعهم إلى آل الربيع الحاجب وقد قال الشعر من أولاده لصلبه وأولادهم جماعة يكثر عددهم وأمية هو القائل لزوجته من الطويل * ووجه كوجه الغول فيه سماجة * مفوهة شوهاء ذات مشافر * * وفي حاجبيها من حرار غرارة * فإن حلقت كانت ثلاث غرائر * * فلا تستطيع الكحل من ضيق عينها * وإن عالجته صار حول المحاجر * 3 (الأندلسي)) أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت أبو الصلت الأندلسي كان أديبا فاضلا حكيما منجما توفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة في المحرم بالمهدية وقيل سنة ثمان وعشرين كان فيلسوفا ماهرا في الطب إماما فيه ورد الإسكندرية وسكنها مدة وكان قد ورد إلى القاهرة أيام الآمر واتصل بوزيره الأفضل ابن أمير الجيوش بدر واشتمل عليه رجل من خواص الأفضل يعرف بتاج المعالي مختار فوصفه في حضرة الأفضل وأثنى عليه أهل العلم) وأجمعوا على تقدمه وتميزه عن كتاب وقته فبقي ذلك في خاطر كاتب الأفضل وأضمر لأمية المكروه وتتابعت سقطات تاج المعالي فتغير الأفضل عليه واعتقله فوجد كاتب الأفضل السبيل إلى أن اختلق من المحال على أمية فحبسه الأفضل في سجن المعونة مدة ثلاث سنين وشهر ثم أطلقه فقصد المرتضى أبا طاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس صاحب القيروان فحظي عنده وحسنت حاله وله رسالة يصف حاله ويثني على ابن باديس ويذم مصر وقال فيها شعرا منه قوله من الطويل
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»