هذا من الجن كدت أن تكونه إن صاحب النبوة صلى الله عليه يأتيه صاحبه من قبل أذنه اليمنى ويأمره بلبس البياض فما حاجتك فحدثه حديث العجوز قال صدقت هي امرأة يهودية من الجن هلك زوجها منذ أعوام وإنها لن تزال تفعل ذلك بكم حتى تهككم إن استطاعت قال أمية وما الحيلة قال اجمعوا ظهركم فإذا جاءتكم ففعلت كما كانت تفعل فقولوا لها سبع من فوق سبع باسمك اللهم فلن تضركم فرجع أمية إليهم وقد جمعوا الظهر فما أقبلت قال لها ما أمره الشيخ فلم تضرهم فلما رأت) الإبل لم تتحرك قالت قد عرفت صاحبكم ليبيض أعلاه وليسودن أسفله فأصبح أمية وقد برص في عذاره واسود أسفله فلما قدموا مكة ذكروا لهم هذا الحديث فكان ذلك أول ما كتب أهل مكة في كتبهم باسمك اللهم عن ثابت بن الزبير قال لما مرض المرض الذي مات فيه جعل يقول قد دنا أجلي وهذه المرضة منيتي وأنا أعلم أن الحنيفية حق ولكن الشك تداخلني في محمد فلما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا مال لي يفديني ولا عشيرة تنجني ثم أغمي عليه بعد ساعة حتى ظن من حضره من أهله أنه قد قضى ثم أفاق وهو يقول لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا بريء فأعتذر ولا قوي فأنتصر ثم إنه بقي يحدث من حضر ساعة ثم أغمي عليه مثل المرتين حتى يئسوا منه فأفاق وهو يقول لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما من الرجز * إن تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك لا ألما * ثم قضى نحبه وقيل إن أمية بينا هو يشرب مع إخوان له في قصر بالطائف إذ سقط غراب على شرفة القصر فنعب نعبة فقال بفيك الكثكث وهو التراب فقال له أصحابه ما يقول قال يقول إنك إذا شربت الكأس التي بيدك مت فقلت بفيك الكثكث ثم نعب أخرى فقال أمية بحق ذلك فقال أصحابه ما يقول قال زعم أنه يقع على هذه المزبلة فيستثير عظما فيبلعه فيشجى به فيموت فقلت بحق ذلك فوقع الغراب فأثار العظم وابتلعه فمات فانكسر أمية ووضع الكأس التي بيده وتغير لونه فقال له أصحابه ما أكثر ما سمعنا مثل هذا منك باطلا فألحوا عليه حتى شرب الكأس فمال في شق وأغمي عليه ثم أفاق فقال لا بريء فأعتذر ولا قوي فأنتصر ثم خرجت نفسه ومن شعره من الخفيف * كل عيش وإن تطاول يوما * صائر مرة إلى أن يزولا * * ليتني كنت قبلما قد بدا لي * في قنان الجبال أرعى الوعولا * * اجعل الموت نصب عينك واحذر * غولة الدهر إن للدهر غولا * ولما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم قول أمية من البسيط)
(٢٢٧)