الرفض وصنف التصانيف وولاه ابن عمار قضاء طرابلس وله كتاب عيون الأدلة في معرفة الله وكتاب التبصرة في خلاف الشافعي للإمامية والبيان في حقيقة الإنسان وكتاب المقتبس في الخلاف بيننا وبين مالك بن أنس وكتاب التبيان بيننا وبين النعمان ومسألة الفقاع كتاب الفرائض كتاب المناسك كتاب البراهين وأشياء غير هذه وكان عظيم الصلاة والتهجد لا ينام إلا بعض الليل جمع ابن عمار بينه وبين مالكي فناظره في تحريم الفقاع فانزعج وقال المالكي كلني فقال له ما أنا على مذهبك يعني أنهم يجوزون أكل الكلب توفي في حدود العشرين والخمسمائة 3 (الموفق الطبيب)) أسعد بن إلياس بن جرجس بن المطران موفق الدين طبيب السلطان صلاح الدين وأولاده وشيخ الأطباء بالشام وفقه الله للإسلام وكان عارفا بالعربية كثير الاشتغال له التصانيف وكان مليح الصورة نبيلا يركب في مماليك ترك حتى كأنه وزير اشتغل على المهذب النقاش وعمل أنابيب بركة داره ذهبا وزوجه السلطان أحد خطاياه وهي حوزة وخلف من الكتب عشرة آلاف مجلدة وأجل تلامذته المهذب عبد الرحيم بن علي الدخوار وكان غزير المروءة حسن الأخلاق كريم العشرة جوادا متعصبا للناس عند السلطان يقضي حوائجهم صحبه صبي حسن الصورة اسمه عمر فأحسن إليه وكان الموفق يحب أهل البيت ويبغض ابن عنين لخبث لسانه ويحرض السلطان على نفيه وقال أليس هو القائل من المنسرح * سلطاننا أعرج وكاتبه * أعيمش والوزير منحدب * فقال ابن عنين من البسيط * قالوا الموفق شيعي فقلت لهم * هذا خلاف الذي للناس منه ظهر * * وكيف يجعل دين الرفض مذهبه * وما دعاه إلى الإسلام غير عمر * وتوفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة ودفن بقاسيون على قارعة الطريق عند دار زوجته حوزة ولما مات اشترت دارا وبنت إلى جانبها مسجدا وعمرت له تربة وهي تعرف بدار حوزة وكانت صالحة زاهدة عابدة قال ابن أبي أصبيعة حدثني الحكيم عمران الإسرائيلي أنه حضر بيع كتب ابن المطران فوجدهم قد أخرجوا من الأجزاء الصغار ألوفا كثيرة أكثرها بخط ابن الجمالة وأن القاضي) الفاضل بعث يستعرضها فبعثوا إليه بملء خزانة صغيرة فرآها ثم ردها فبلغت في المناداة ثلاثة آلاف درهم واشترى الحكيم عمران أكثرها وقال لي إنه حصل الاتفاق مع الورثة في بيعها أنهم أطلقوا بيع كل جزء بدرهم انتهى قلت وقد اشتريت أنا من تركة جمال الدين إبراهيم بن شرف الدين العطار الطبيب رحمه
(٢٦)