* على قدر الكسا مديت رجلي * وإن طال الكسا مديت زاده * وكان رنكه غاية في الظرف وهو دائرة بيضاء يشقها شطبي أخضر عليه سيف أحمر يمر من البياض الفوقاني إلى البياض التحتاني على الشطب الأخضر وقال الشعراء فيه ومن أحسنه قول نجم الدين هاشم الشافعي من الطويل * سيوف سقاها من دماء عداته * وأقسم عن ورد الردى لا يردها * * وأبرزها في أبيض مثل كفه * على أخضر مثل المسن يحدها * وقيل إن النساء الخواطئ وغيرهن كن ينقشنه على معاضمهن وفروجهن وبالجملة كان أهل دمشق يبالغون في محبته 3 (قتال السبع)) آقوش الأمير جمال الدين المنصوري المعروف بقتال السبع توفي رحمه الله في سنة عشر وسبعمائة 3 (جمال الدين نائب الكرك)) آقوش الأمير جمال الدين الأشرفي نائب الكرك كان نائب الكرك ثم ولاه السلطان نيابة دمشق بعد إمساك الأمير سيف الدين كراي فأقام قليلا وعزله بالأمير سيف الدين تنكز وتوجه إلى مصر وكان معظما إلى الغاية يجلس رأس الميمنة ويقوم له السلطان إذا دخل ميزة له عن غيره وكان لا يلبس المفرك ولا المصقول ويتوجه إلى الحمام في السحر وهو حامل الطاسة والمئزر ويقلب عليه الماء ويخرج وحده من غير بابا ولا مملوك فاتفق أن رآه بعض من يعرفه فأخذ الحجر وحك رجليه وغسله بالسدر ولم يكلمه كلمة واحدة فلما خرج طلبة ورماه وقتله وقال أنا ما لي مملوك ما عندي بابية وما لي غلمان حتى تتجرى علي وعمر جامعا ظاهر الحسينية وكان إذا توجه إليه عرف الناس خلقه فلا يدخل معه أحد من مماليكه ويخرج قوام الجامع ولم يبق معه أحد ويدور هو الجامع وحده يتفقده ويبصر إن كان تحت الحصر تراب أو في القناديل تراب فأي خلل رآه أحضر القيم وضربه فلما كان بعض) الأيام وهو بمفرده في الجامع المذكور لم يشعر إلا وجندي من أكراد الحسينية قد بسط سفرة وقصعة لين ورقاق في وسطها وقال بسم الله فالتفت إليه وقال من أعلمك بي أو دلك علي قال والله ولا أحد فطلب مماليكه وأكل وأمر له بستمائة درهم فاتفق أن أتاه كردي آخر في الجامع بعد ذلك بمثل ذلك فرماه وضربه ستمائة عصا وكان قد اتخذ له صورة معيد في الجبل الأحمر يتوجه إليه ينفرد فيه وحده يومين وأكثر وأقل وربما واعد الغلام أن يأتي إليه بالمركوب في وقت ثم يبدو له فيأخذ ذيله على كتفه ويدخل إلى داره داخل القاهرة ماشيا ويقال إنه كان هناك يحضر طلبا للمطالب رأيت بدمشق
(١٩٥)