وكان قد توجه إلى الملك الظاهر وهو على بعض الحصون فلما وصل إليه قدر الله بفتح ذلك الحصن فكتب إليه السراج الوراق ونقلت ذلك من خطه من المجتث * لله يمنك أني * وجهت وجه ركابك * * ما ماطل النصر إلا * ترقبا لإيابك * * فمذ حللت هناك ال * هدى انتمى لجنابك * * وقال لي إذ عرته * مهابة من خطابك * * قل للأتابك عني * سبحان رب أتى بك * ((أقطوان)) 3 (الأمير علاء الدين المهمندار)) أقطوان الأمير علاء الدين المهمندار الظاهري أحد أمراء الشام أمير عاقل دين شجاع توفي سنة سبع وسبعين وستمائة وقد نيف على الأربعين وأوصى بأن يصرف ثلث ماله في وجوه البر حيثما يراه الوصي وكان من غلمان الأمير نجم الدين أمير حاجب الملك الناصر 3 (حاجب صفد)) أقطوان الكمالي الأمير علاء الدين الحاجب بصفد حضر من الكرك إلى صفد مشد الدواوين ووالى الولاة لما كان الجوكندار الكبير بها نائبا ثم أعطي طبلخاناه وأقام كذلك مدة ثم أعطي الحجوبية وبقي بها مدة ثم أعطي نيابة القلعة فأقام بها مدة ثم أعيد إلى الحجوبية وكان أميرا كبيرا له برك وعدة كثيرة وسلاح وغيره من آلات الإمرة ولم يزل كذلك إلى أن توفي بصفد في أوائل سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وكان قد عرف الناس وأحبوه وكان عديم الشر ساكنا وكان شكلا طوالا مهيبا أبيض مشربا حمرة وهو والد الأمير سيف الدين قرمشي ولما توفي كتبت إلى ولده الأمير سيف الدين قرمشي أعزيه من السريع * تعز يا مولاي في الذاهب * وارض بأمر الطالب الغالب * * واصبر تنل أجرك في فقده * فليس من يصبر بالخائب * * قد ركب الأعناق لما مضى * لربه أفديه من راكب * * وبات مندوبا لأن العلى * أمست بقلب بعده واجب * * وفاز لما حاز طيب الثنا * والذكر في الحاضر والغائب * * بكاه حتى مستهل الحيا * بدمعه المنحدر الساكب * * لم ترم دون الناس من فقده * فيه بسهم للردى صائب *
(١٨٧)