السلطان ملكشاه وملك أنطاكية وقرر نيابة حلب لقسيم الدولة فأحسن فيها السياسة وأقام الهيبة وعمر منارة حلب واسمه منقوش عليها وبني مشهد قرنبيا ومشهد الدكة تحارب هو وتتش صاحب دمشق فأسر في طائفة من أصحابه وحمل إلى تتش فأمر بضرب عنقه وعنق جماعة من أصحابه وذلك في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وأربعمائة وهو والد نور الدين الشهيد 3 (البرسقي)) آقسنقر سيف الدين قسيم الدولة أبو سعيد البرسقي مولى الأمير برسق غلام السلطان طغرلبك ترقت به الحال إلى أن ولاه السلطان محمود إمرة الموصل والرحبة ثم ولاه شحنمكية بغداد وقال لقاضيه اتخذ مسمارا على باب دارك نقشه أجب داعي الله ومن كان له خصم يحضر إلى بابك ويختم عليه بالشمع ويمضي إلى خصمه كائنا من كان ولا يقدم أحد على التخلف) وأمر زوجته أن يدعي لها وكيل من جهته عليه عند القاضي بالصداق فتوجه وأمر القاضي أن لا يقوم له وسمع الدعوى عليه وهو مساو لغريمه توفي سنة عشرين وخمسمائة لما انفتل من الصلاة في جامع الموصل أثخنه الباطنية جراحا في ذي القعدة لأنه كان قد تصدى لاستئصال شأفتهم وقتل منهم عصبة 3 (الفارقاني)) آقسنقر الأمير شمس الدين الفارقاني قبض عليه الملك السعيد سنة ست وسبعين وستمائة وأخفى قبره فقيل إنه خفته عقيب اعتقاله وكان أستاذدار الملك الظاهر بيبرس ويقدمه على الجيوش ثم إن السعيد جعله نائب السلطنة فلم ترض بذلك حاشية السعيد ووثبوا عليه واعتقلوه ولم يسع السعيد إلا موافقتهم وكان وسيما جسيما شجاعا مقداما كثير البر والصدقة خبيرا بالتصرف والتقدير والتدبير وله مدرسة عند داره جوا باب سعادة بالقاهرة وكان قديما مملوك الأمير نجم الدين أمير حاجب الملك الناصر ثم انتقل إلى الظاهر وكان ينوب للظاهر في غيبته وجعله السعيد نائبا بعد موتبيليك الخزندار ولما جاء الخبر بوفاته إلى دمشق عمل عزاؤه تحت إليه القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر جوابا وهو من بديع إنشائه جاء من جملته وقرن النصر بعزم المجلس الأنهض وأهلك العدو الأسود بميمون طائر النصر وكيف لا وآقسنقر هو الطائر الأبيض وأقر لأهل الصعيد كل عين وجمع شملهم فلا يرون من بعدها من عدوهم غراب بين ونصر ذوي السيوف على ذوي الحراب وسهل صيد ملكهم على يد المجلس وكيف يعسر على السنقر الأبيض صيد غراب
(١٨٢)