الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٩ - الصفحة ١٧٧
* ثم أصبحت قد أبحت ردائي * عند رحب الفناء والأعطان * * فاعطني ما يضيق عنه رواتي * بفصيح من صالح الغلمان * * يفهم الناس ما أقول من الشع * ر فإن البيان قد أعياني * * واعتمدني بالشكر يا ابن سليم * في بلادي وسائر البلدان * * ستوافيهم قصائد غر * فيك سباقة لكل لسان * فأمر له بوصيف بربري فسماه عطاء وتبنى به ورواه شعره فكان إذا أراد إنشاد مديح لمن يجتديه أو مذاكرة شعر أمره فأنشد قبل إنه قال له يوما و لأ منذ دأوتأ وألت لي لبيأ ما أنت تصنأ يعني ولك منذ دعوتك وقلت لي لبيك ما كنت تصنع وشهد أبو عطاء حرب بني أمية وبني العباس وأبلى مع بني أمية وقتل غلامه عطاء مع ابن هبيرة وانهزم هو وحكى المدائني أن أبا عطاء كان يقاتل المسودة وقدامه رجل من بني مرة يكنى أبا يزيد قد عقر فرسه فقال لأبي عطاء أعطني فرسك أقاتل عنك وعني وقد كانا أيقنا بالهلاك فأعطاه أبو عطاء فرسه فركبه المري ومضى على وجهه ناجيا فقال من الوافر * لعمرك إنني وأبا يزيد * لكالساعي إلى لمع السراب * * رأيت مخيلة فطمعت فيها * وفي الطمع المذلة للرقاب * * فما أغناك من طلب ورزق * كما أعياك من سرق الدواب * * وأشهد أن مرة حي صدق * ولكن لست منهم في النصاب * وعن المدائني أن يحيى بن زياد الحارثي وحمادا الراوية كان بينهما وبين معلم بن هبيرة ما يكون مثله بين الشعراء والرواة من النفاسة وكان معلم بن هبيرة يحب أن يطرح حمادا في لسان من يهجوه قال حماد الراوية فقال لي يوما بحضرة يحيى بن زياد أتقول لأبي عطاء السندي أن يقول زج و جرادة ومسجد بني شيطان قلت نعم فما تجعل لي على ذلك قال) بغلتي بسرجها ولجامها فأخذت عليه بالوفاء موثقا وجاء أبو عطاء السندي فجلس إلينا فقال مرهبا بكم هياكم الله فرحبت به وعرضت عليه العشاء فأبى وقال هل عندكم نبيذ فأتيناه بنبيذ كان عندنا فشرب حتى احمرت عيناه فقلت يا أبا عطاء إن إنسانا طرح علينا أبياتا فيها لغز فلست أقدر على إجابته البتة ففرج عني فقال هات قلت من الوافر * أبن لي إن سئلت أبا عطاء * يقينا كيف علمك بالمعاني * فقال * خبير عالم فاسأل تجدني * بها طبا وآيات المثاني * فقلت * فما اسم حديدة في رأس رمح * دوين الكعب ليست بالسنان *
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»