الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٩ - الصفحة ١٣٨
السلمي النيسابوري الصوفي الزاهد شيخ زمانه في التصوف ومسند مصره ورث من آبائه أموالا كثيرة فأنفق سائرها على الزهاد والعلماء وصحب أبا عثمان الحيري وسمع إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وجماعة وحدث عنه جماعة توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة 3 (الشاعر الأصبهاني)) ) إسماعيل بن أبي نصر بن عبديل الشاعر الأصبهاني دخل بغداد ومدح بها أبا الحسن علي بن الحسين الغزنوي قال العماد الكاتب كان أشعر شعراء أصبهان وأفرههم ولم يعهد بها بعد أبي إسماعيل الطغرائي من يجري مجراه وشعره مسبوك في بوتقة الأبيوردي يجري مجراه ويحوك على منواله ومدح البرهان الغزنوي واستلبته يد المنون في شبابه سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بفارس ومن شعره من الكامل * لله مسكي الأباطح والذرى * خلع الغمام عليه ريطا أخضرا * * نفضت ذوائب رنده كف الصبا * والصبح قد حدر النقاب الأسفرا * * والبدر معقود النطاق على السنا * والنجم نشوان اللحاظ من الكرى * * نادمته والريح تقبض بسطتي * حتى تنسمت الكثيب الأعفرا * * والحي قد جعلوا على تلعاته * رقباء بيضهم الوشيج الأسمرا * * شاموا وميض المشرفية بعدما * أكدى الرباب وعز أن يستمطرا * * حتى إذا هبطوا مساقط مزنة * لم يبصروا إلا النجيع الأحمرا * * وعجاجة طمس النهار زهاؤها * فغدا به طرف الغزالة أعورا * * العاقرون الكوم حول قبابهم * والموقدون على التلاع العنبرا * * لم تعر من وشي الحرير جيادهم * إلا تدرعن العجاج الأكدرا * * وإذا امتطى العشاق غارب أرضهم * تركوا لجين المشرفي معصفرا * * ماذا على الواشين لو سكتوا وقد * عهدوا بكائي عن ضميري مخبرا * * لله در عزائم علوية * برحن بالعوذ النوافح في البرى * * يا نفس طيبي واطوي أردية الفلا * فإلى الندى واصلت بالسير السرى * * برهان دين الله لولا جوده * لم ترج من صبح الندى أن يسفرا *
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»