الخمر قال لا قال فوالله لا لقيت الله وقد فعلت ما حرم علي فمات ولم يشربه في رجب سنة سبع وسبعين وخمسمائة ولما اشتد الأمر به أحضر الأمراء وحلفهم لعز الدين مسعود صاحب الموصل فقيل له لو أوصيت إلى ابن عمك عماد الدين صاحب سنجار فإنه صعلوك ليس له غير سنجار وهو تربية أبيك وزوج أختك وهو شجاع كريم وعز الدين له من الفرات إلى همذان فقال لهم لم يخف عني هذا ولكن علمتم استيلاء صلاح الدين على الشام ومصر واليمن وعماد الدين لا يثبت له وعز الدين له العساكر والأموال فهو أقدر على) حفظ حلب وأثبت من عماد الدين ومتى ذهبت حلب ذهب الجميع فاستحسنوا قوله وكانت أيامه ثماني سنين وشهورا وأقام الحلبيون النوح عليه والمأتم وفرشوا الرماد في الأسواق وأقاموا على ذلك مدة لأنه كما سمي صالح عادل منصف حسن السيرة سلك أسلوب أبيه وكان شاذبخت الخادم والي القلعة فكتب إلى عز الدين مسعود يخبره وكان تقي الدين عمر بمنبج فسار عز الدين عجلا وقطع الفرات فانهزم تقي الدين إلى حماة فأغلق أهلها في وجهه الأبواب من جوره وصاحوا عز الدين أتابك يا منصور فلاطفهم وأما عز الدين فصعد إلى قلعة حلب واستولى على أموالها وذخائرها وأحسن إلى الأمراء فقالوا له سر بنا إلى دمشق وغيرهما لنأخذها وكان صلاح الدين قد عاد إلى مصر فقال بيننا عهود ومواثيق لا يجوز العدول عنها وأقام بحلب مدة وعلم أنه لا طاقة له على حفظ الموصل والجزيرة وحلب وأن شوكة صلاح الدين قوية فسار إلى الرقة وراسل أخاه عماد الدين في تسليم سنجار وتعويضه عنها بحلب لقرب سنجار من الموصل وقيل إن عماد الدين سأله ذلك وقال إن لم تفعل أعطيت سنجار لصلاح الدين فأجابه إلى ذلك وسار عماد الدين إلى حلب ودخلها في ثالث عشر المحرم سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان صلاح الدين أولا قد يئس من حلب لما بلغه أن عز الدين أخذها فلما بلغه خبر عماد الدين كتب إلى الخليفة يستأذنه في الاستيلاء على حلب ويقول إن الجماعة الأتابكية يسعون في تفريق الكلمة ويستنهضون الفرنج لقتل المسلمين ويستعينون بالإسماعيلية فأذن له في ذلك فجاء وملكها 3 (أبو القاسم الإسماعيلي)) إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس ابن مرداس وليس بالسلمي أبو القاسم ابن أبي الفضل الإسماعيلي الجرجاني حفيد الإمام أبي بكر صاحب الصحيح كان من الأئمة الكبار في الفقه والحديث والوعظ والتقدم عند الملوك مع حسن الأخلاق وكمال المروءة والصدق والثقة وجميل الطريقة وكان يعظ ويملي سمع أباه وعمه أبا المعمر المفضل بن إسماعيل وأبا القاسم حمزة بن يوسف
(١٣٣)