رحمه الله يتنادر على نفسه وقال يا مولاي الأسعد ما هذه الفكرة ما أنت مفكر إلا في خلق هذه الأترجة وما فيها من التكتيل والتعويج وتعجب من المناسبة وكيف اتفق الجمع بيننا فدهشت وانخلع قلبي منه ثم رجع إلي خاطري فقلت لا والله بل أفكر في معنى وقع لي فيها ويسر الله أن نظمت بديها من السريع * لله بل للحسن أترجة * تذكر الناس بأمر النعيم * * كأنها قد جمعت نفسها * من هيبة الفاضل عبد الرحيم * فأعجباه واستحسنهما وانقطع الحديث ومن شعره أيضا من الوافر * تعاتبني وتنهى عن أمور * سبيل الناس أن ينهوك عنها) * (أتقدر أن تكون كمثل عيني * وحقك ما علي أضر منها * وله من قصيدة من الطويل * لنيرانه في الليل أي تخرق * على الضيف إن أبطا وأي تلهب * * وما ضر من يعشو إلى ضوء ناره * إذا هو لم ينزل بآل المهلب * ولما وقع الثلج في حلب سنة خمس وستمائة قال عدة مقاطع في ذلك منها من البسيط * قد قلت لما رأيت الثلج منبسطا * على الطريق إلى أن ضل سالكها * * ما بيض الله وجه الأرض في حلب * إلا لأن غياث الدين مالكها * ومنها من الرجز * لما رأيت الثلج قد * غطى الوهاد والقنن * * سألت أهل حلب * هل تمطر السما لبن * ومن شعره من السريع * وأهيف أحدث لي نحوه * تعجبا يعرب عن ظرفه * * علامة التأنيث في لفظه * وأحرف العلة في طرفه * ومن شعره من الكامل * وحياة ذاك الوجه بل وحياته * قسم يريك الحسن قسماته * * لأرابطن على الغرام بثغره * لأفوز بالمرجو من حسناته * * وأجاهدن عواذلي في حبه * بالمرهفات علي من لحظاته * * قد صيغ من ذهب وقلد جوهرا * فلذاك ليس يجوز أخذ زكاته * ومنه دوبيت من الرمل
(١٧)