فقلت له صدقت فإن المغربي قصد تشبيهه خفقان القلب وأنت شبهت القلب الواجد باللهب وخفقانه باضطرابه عند اضطرامه لتعاور الريح فقد أربيت عليه قال وأنشدني له في غرض له في نور الدين الشهيد * سلطاننا زاهد والناس قد زهدوا * له فكل على الخيرات منكمش * * أيامه مثل شهر الصوم خالية * من المعاصي وفيها الجوع والعطش * وأنشدني له * وأعجب ما لقيت من الليالي * وأي فعالها بي بم يسؤني * * تقلب قلب من مثواه قلبي * وجفوة من ضممت عليه جفني * وأنشدني له * انظر إلى لاعب الشطرنج يجمعها * مغاليا ثم بعد الجمع يرميها * * كالمرء يكدح في الدنيا ويجمعها * حتى إذا مات خلاها وما فيها * وله في الهزل) * خلع الخليع عذارة في فسقه * حتى تهتك في بغا ولواط * * يأتي ويوتى ليس ينكر ذا ولا * هذا كذلك إبرة الخياط * وله القصيدة الميمية التي كتبها من مصر إلى دمشق في أيام نبي الصوفي وضمنها كثيرا من قصيدة المتنبي وهي * ولوا فلما رجونا عدلهم ظلموا * فليتهم حكموا فينا بما علموا * * ما مر يوما بفكري ما يريبهم * ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدم * وهي قصيدة مليحة في العتاب وله أيضا * إلى الله أشكو فرقة دميت لها * جفوني وأذكت بالهموم ضميري * * تمادت إلى أن لاذت النفس بالمنى * وطارت بها الأشواق كل مطير * * فلما قضى الله اللقاء تعرضت * مساءة دهري في طريق سروري * وله أيضا * قالوا نهته الأربعون عن الصبا * وأخو المشيب يجور ثمت يهتدي * * كم حار في ليل الشباب فدله * صبح المشيب على الطريق الأقصد * * وإذا عددت سني ثم نقصتها * زمن الهموم فتلك ساعة مولدي * وله من التصانيف كتاب القضاء كتاب الشيب والشباب ألفه لابنه كتاب ذيل اليتيمة للثعالبي كتاب تاريخ أيامه كتاب في أخبار أهله
(٢٤٧)