الإسلام وكان شيرويه قد أفنى أولاد الملوك ومن كان يناسبه إلى كسرى ابن قباذ فلم يبق للفرس من يجتمعون إليه فتحيروا في أمرهم ولم يبق لهم إلا الدفع عن المدائن فولوا ابنه أزدشير واسمه قباذ وكان عمره سبع سنين فأقام خمسة أشهر وكان شهريار بن أبرويز مقيما بأنطاكية وكان أخوه شيرويه قتل أباه أبرويز فلما وصل شهريار إلى للمدائن ملكها وقتل قباذ بن أزدشير وظلم وبغى وهتك الحريم فوثبوا عليه فقتلوه 3 (الأمير العبادي)) أزدشير بن الحسين بن أزدشير العبادي أبو الحسين منصور الواعظ المعروف بالأمير العبادي والد أبي منصور الواعظ المشهور وسيأتي ذكره قدم أبو الحسين هذا بغداذ سنة خمس وثمانين وأربعمائة فحج وعاد وعقد مجلس الوعظ بالنظامية وبرباط أبي سعد الصوفي وأحبه الناس ولم يزل التعصب له يزداد والعلو في محبته يتصاعد حتى منع من الجلوس وكان مليح الكلام بديع الألفاظ غريب النكت حلو الإيراد سمع ببغداذ من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وغيره وحدث بمرو وبتستر وقال إسماعيل ابن أبي سعد الصوفي كان في رباطنا بركة كبيرة يتوضأ فيها الأمير العبادي وكان الناس ينقلون منها الماء بالقوارير والكيزان تبركا به حتى كان يظهر فيها نقصان الماء وقال محب الدين ابن النجار أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت ابن السمعاني يقول سمعت أبا منصور علي بن علي الأمين يقول اتفق أن واحدا به علة جاء إلى العبادي فقرأ عليه شيئا فشفاه الله فمضيت معه) إلى زيارة قبر أحمد فدخلنا مشهدا وخرجنا معه فإذا جماعة من العميان والزمنى والمجذمين قد اجتمعوا على الباب وقالوا للأمير نسألك أن تقرأ علينا فقال لست بعيسى ابن مريم وذلك قول وافق القدر وقال محمد بن عبد الملك الهمداني أخبر صاحب لأبي نصر ابن حردة أنه أنفذ إلى العبادي على يد صاحب له دنانير فردها فلما كان بعد أيام أنفذ إليه غيرها على يد غيره فقبلها فوقع التعجب من ذلك فقال أبو نصر والله إن الأولى اقترضتها بربا والثانية المقبولة أخذتها من مستغل لي قال وحكى بعض الموكلين به حين نهي عن الجلوس خوف الفتنة أنه دخل إليه وهو جنب فقال قم واغتسل وعد وقال سبط ابن الجوزي حضر أبو حامد الغزالي مجلسه وكان يحضره ويذاكره فامتلأ صحن المدرسة وأروقتها وغرفها فخرج إلى فراح طفر فجلس به وكان يحضر مجلسه من الرجال والنساء ثلاثون ألفا وان صمته أكثر من نطقه وإذا تكلم هام الناس على وجوههم وترك الناس المعاش وحلق أكثر الصبيان رؤوسهم ولزموا المساجد والجماعات وبددوا الخمور وكسروا الملاهي وساق له كرامات ولما قدم بغداذ كان البرهان الغرنوي يعظ بها فانكسر سوقه فقال الدهان
(٢٣٨)